حطت الطائرة التي يستقلها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ظهر اليوم الثلاثاء بمطار العاصمة السودانية الخرطوم قادمة مباشرة من تل أبيب، كأول رحلة رسمية بين البلدين يسجلها التاريخ.
وجاءت زيارة بومبيو إلى الخرطوم ضمن جولة يقوم بها في الشرق الأوسط لترسيخ الاتفاق الذي تم بين إسرائيل والإمارات في الثالث عشر من أغسطس.
وبحسب موقع (عربي بوست) غرد بومبيو سعيدًا بتلك الرحلة، قائلًا: “يسعدني أن أعلن أننا على متن أول رحلة رسمية دون توقف من إسرائيل إلى السودان”.
جولة بومبيو
والتقى وزير الخارجية الأمريكي عقب وصوله إلى الخرطوم برئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، من بعدها جمعه لقاء مع رئيس المجلس السيادي الانتقالي عبد الفتاح البرهان.
وتأتي هذه اللقاءات لمناقشة استمرار الدعم الأمريكي للحكومة الانتقالية، في وقت يسعى فيه السودان لأن تتم إزالة اسمه من القائمة الأمريكية السوداء للدول الراعية للإرهاب.
عقب ذلك يسافر بومبيو إلى المنامة للقاء ولي عهد البحرين سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، ويختتم رحلته في الإمارات، حيث يلتقي مع نظيره عبدالله بن زايد آل نهيان، في أبوظبي.
التطبيع مع إسرائيل
وأصدر مجلس الوزراء السوداني بيانًا عقب لقاء بومبيو وحمدوك، قال فيه إنهم تلقوا طلب من الولايات المتحدة الأمريكية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، حيث أوضح حمدوك للوزير الأمريكي أن المرحلة الانتقالية لها أجندة محددة.
وأشار البيان إلى أن الحكومة الانتقالية لا تملك تفويضًا يتعدى تلك الأجندة حتى تقرر بشأن التطبيع مع إسرائيل، وأن هذا الأمر يتم التقرير فيه بعد إكمال أجهزة الحكم الانتقالي.
ودعا حمدوك الإدارة الأمريكية لضرورة الفصل بين عملية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ومسألة التطبيع مع إسرائيل.
طائرات إسرائيل فوق الأجواء السودانية
وفي شهر فبراير الماضي تم السماح لعبور الطائرات الإسرائيلية فوق الأجواء السودانية، ولكن لم يسمح لها بالهبوط على مطار الخرطوم، وذلك بعد اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.
وكتبت حينها صحيفة “يدعوت أحرنوت” الإسرائيلية، بأن نتيناهو تلقى وعودًا من البرهان بشأن سماح بلاده بعبور الطائرات الإسرائيلية فوق أجوائها، ما عدا طائرات الناقل الوطني الإسرائيلي “العال”.
إلى ذلك قالت القناة الإسرائيلية 13، إن مسؤلًا إسرائيليًا أكد لها بأن السودان قدم طلبًا لإسرائيل من أجل مساعدته في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب.
مباركة الاتفاق الإماراتي
والأسبوع الماضي، بارك المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية حيدر بدوي صديق، الاتفاق الذي تم بين الإمارات وإسرائيل، مؤكدًا بأن السلطات السودانية تهدف إلى تطور العلاقات بين السودان وإسرائيل وأن الاتصالات متبادلة بشكل دائم بين البلدين.
وبعد ساعات فقط من تصريحاته أُعفي بدوي من منصبه، وذكرت وكالة (الأناضول) للأنباء أن المتحدث السابق قال في رسالة لرئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك، قبل إعفائه من منصبه: “احترموا شعبكم واكشفوا له ما يدور في الخفاء بشأن العلاقة مع إسرائيل”.
بدوره كشف الصحفي السوداني البارز منعم سليمان، أن الحكومة السودانية بصدد اتفاق سلام تاريخي وتطبيع كامل للعلاقات ما بين جمهورية السودان ودولة إسرائيل خلال الفترة القادمة.
ومن جانبه رحب حينها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتصريحات منسوبة للخارجية السودانية تؤكد وجود اتصالات متبادلة وتتطلع للسلام مع إسرائيل.
