تواصل الأجهزة الأمنية العراقية الكتمان على كل ما يتعلق بـ ” قتلة المتظاهرين ” في البلاد، الذين لقوا حتفم جراء موجات التظاهر التي عمت البلاد خلال الشهور القليلة الماضية والتي طالبت بالإصلاح السياسي والاقتصادي .
معلومات جديدة
وفي السياق كان وزير الدفاع السابق في البلاد نجاح الشمري قد قال يوم الخميس الماضي بأن هناك بعض المعلومات الجديدة عن ملف قتلة المعتصمين العراقيين .
وقال الشمري، في حديثٍ متلفز على إحدى المحطات التلفزيونية العراقية، إنّ “ملف قتل المتظاهرين انكشف لحكومة عبد المهدي وتمت إحالته إلى القضاء، وجميع الأسماء لدى القضاء حيث سيُبت بالموضوع” .
وأضاف: ” إن أول من أطلق النار على المتظاهرين، في الأول من أكتوبر ، هم عناصر في الجيش العراقي، لكن في اليوم الثاني أطلقت النار من طرف ثالث نحو المتظاهرين والجيش” .
الإحالة إلى القضاء
وأوضح الشمري أن “رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي شكّل اللجنة التحقيقية بملف قتلة المتظاهرين وطلب منا تحقيقاً عادلاً وشفافاً، وتم إكمال الملف وإدراج أسماء المتهمين، حيث اطلع عليه عبد المهدي وتمت إحالته إلى القضاء، كما تم اتخاذ عدد من الإجراءات بحق عدد من الضباط مثل الإحالة على التقاعد”.
وأشار إلى أنّ “القتل الذي حدث في ساحة التحرير يختلف عما حدث في ساحتي الحبوبي وساحة مظفر، فكلّ ساحة لها أحداثها وواقعها”، نافياً صدور أوامر من عبد المهدي بقتل المتظاهرين، فيما أشار إلى أن “أموراً حدثت من دون علم عبد المهدي ودرايته”.
وكشف الوزير السابق عن أنّ “أعضاء خلية الأزمة، برئاسة وزير الداخلية ياسين الياسري، خططوا، خلال أحد الاجتماعات، لتنفيذ إنزال جوي عسكري على المطعم التركي، وسط بغداد، عندما كان يتحصن فيه المتظاهرون”، مؤكداً أنه “طلب من عبد المهدي التخلي عن الفكرة”، قائلاً: “بعد الاجتماع، وبعد الساعة الثانية فجراً، اتصل بي قائد طيران الجيش وأخبرني بوجوب إخراج 7 طائرات لتنفيذ إنزال على المطعم التركي، لكني أبلغته أن الأمر ألغي” .
تأجيل التنفيذ
وأشار الوزير السابق إلى أن “قائد طيران الجيش أبلغه أنّ ضابطاً برتبة كبيرة شدد على ضرورة تنفيذ العملية”، مؤكداً أنه “حاول الاتصال برئيس الوزراء عادل عبد المهدي من دون جدوى، وأنه اتصل برئيس الجمهورية برهم صالح الذي طلب تأجيل التنفيذ، قبل أن يجرى اجتماع آخر في اليوم التالي بحضور عبد المهدي”.
وتابع: “أبلغت عبد المهدي بما حدث وقلت له: هذا الضابط الذي أمامك هو الذي أمر طيران الجيش بتنفيذ الإنزال”، مبيناً أن “عبد المهدي لم يتخذ أي إجراء بحق الضابط الكبير الذي أمر طيران الجيش بتنفيذ إنزال على المطعم التركي من دون علم عبد المهدي، وانتهى الاجتماع بعدها، بينما كان من المفترض إحالته للتحقيق وتجريده من كلّ المناصب”.
واتهم الشمري الضابط ذاته بـ”التورط بعمليات قتل المتظاهرين”، منوهاً إلى أن “تنفيذ عملية الإنزال كان يعني مجزرة يذهب ضحيتها 500 متظاهر على الأقل في البلاد” .