آلاف العراقيين يعانون في الهول.. والنزوح مستمر
إن ظاهرة النزوح في البلدان العربية وتحديداً تلك المؤبوءة بداء الحروبات والتشققات القبلية، حيث تًعتبر ظاهرة بغيضة، حيث يعاني مخيم الهول الذي يقع في أقصى شمال شرقي سوريا، والذي يقطنه عشرات آلاف النازحين ومنهم نسبة كبيرة من النساء والأطفال العراقيين من سوء الخدمات الصحية .
معاناة كبيرة
ويوجد في مخيم الهول من جاء برغبته، وعددهم قليل، بعد فراره من موطنه إثر سيطرة تنظيم داعش، ويوجد منهم من جاء بغير رغبته بسبب هجمات معاكسة من قوات الحشد الشيعي الموالية للنظام الإيراني .
ويوجد في المخيم أيضاً أفراد عائلات مسلحي داعش، ويشكلون الغالبية، الذين خرجوا من مناطق التنظيم بعد القضاء على سيطرته الجغرافية ربيع العام الماضي .
ويضم مخيم الهول اليوم أكثر من 40 ألفاً من العراقيين، وهم نحو 9 آلاف عائلة، من أصل 68 ألفاً، ويؤوي نساءً وأطفالاً تخلى عنهم آباؤهم من عناصر التنظيم، إما بالذهاب إلى جبهات القتال حيث لقوا مصرعهم، وإما لأنهم استمروا بالقتال في المناطق المختلفة، واستسلموا في معركة الباغوز بريف دير الزور، لدى القضاء على آخر معقل للتنظيم في مارس من العام الماضي .
ومن بقي على قيد الحياة من الرجال ظل محتجزاً خلف القضبان، وبات مصيرهم مجهولاً، ولا يعرف كيف سيكون حالهم في نهاية الأمر، كما تخلت حكومة بغداد عنهم، وهي ترفض استعادتهم، رغم مطالبات السلطات الكردية والولايات المتحدة بذلك .
أسئلة حائرة
وقد تحول هذا المكان منذ عام إلى إناء كبير يفيض بالغضب والأسئلة المتكررة التي تبحث عن إجابات تلجم حناجر المطالبات المتواصلة من قبل المتواجدين في المكان .
فالمخيم يقطن فيه نسوة وأطفال تنظيم داعش، الذين تخلى عنهم أزواجهم وآباؤهم، وخلافتهم المزعومة التي التحقوا بها، علاوة على حكوماتهم .
ووسط سوق المخيم، تجمع كثير من النسوة العراقيات، وصرخن بصوت مرتفع: «أين هم أزواجنا؟ لماذا لا يفرجون عنهم؟ لماذا لا تسمح حكومة بغداد بإعادتنا؟». أسئلة تكررت كثيراً دون وجود أجوبة شافية .
دور حكومة بغداد
ويستقبل مخيم الهول العراقيين منذ عام 2016. وبحسب عدنان العبيدي، رئيس مجلس مخيم الهول للاجئين العراقيين: «عاد إلى جمهورية العراق أكثر من 50 ألفاً طواعية حتى نهاية العام 2018، لكن منذ عام ونصف العام، ترفض السلطات الحكومية في بغداد استقبال مواطنيها الراغبين بالعودة» .
وذكرت إدارة المخيم أن أكثر من 20 ألفاً من العراقيين العالقين في المخيم يريدون العودة إلى بلدهم، شريطة نقلهم تحت إشراف ومراقبة منظمات الأمم المتحدة، والجهات الدولية الإنسانية، خشية من عمليات انتقامية من الحشد الشعبي الذي بات يسيطر على مناطق كثيرة بالعراق .
وأخبر العبيدي أن القوائم المسجلة لدى المكتب وصلت فعلياً نسخة منها إلى حكومة بغداد، وقال: «الأسماء رفعت عن طريق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، والصليب الأحمر الدولي، وفي كل مرة، يصلنا إخطار بالموافقة وبدء الترحيل، لكن يتم إيقافه لأسباب نجهلها» .
الخيام المتراصة
وعلى مد البصر، تمتد صفوف متراصة من الخيام، رسم عليها شعار المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين، وذلك وسط هبوب رياح جافة مغبرة، وتلبد للغيوم، وأكوام من النفايات المتناثرة في المكان .
هذا بجانب خزانات ضخمة حمراء اللون، يتزود منها قاطنو المخيم بالمياه. فاللجنة الدولية للصليب الأحمر قدمت هذه الصهاريج كهدايا للنازحين .