أرملة عراقية فقدت أبنائها وكسبت تحديها نحو الاستقلال المادي

أم عماد رفقة بعض العاملات معها في مطبخها لتوصيل الطلبات \ ميديل إيست اونلاين
0

قصة مؤلمة ترويها أرملة عراقية تعرضت فيها للكثير من المآسي عبر حياتها من فقد لأبنائها وزوجها مرورًا بويلات الحرب التي تضرب العراق، لكنها وقفت رغمًا عن تلك الآلام شامخة في طريقها نحو تحقيق الاستقلال المادي.

وتؤكد الأرملة العراقية مهيبة أدهام يوسف، الملقبة بـ(أم عماد)، على فقدها لاثنين من أبنائها في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في الموصل كما توفي زوجها لينقطع مصدر رزقها.

وتدير أم عماد حاليًا مطبخًا لصنع الوجبات الجاهزة لسكان الموصل، لتمكين المزيد من النساء من تحقيق الاستقلال المالي.

مطبخ صغير

وقررت الأرملة البالغة من العمر 55 عاما على الفور تحويل منزلها لمطبخ صغير تبيع منه الأطعمة الجاهزة وعينت أرامل ونساء أخريات للعمل معها.

وبحسب موقع (ميدل إيست اونلاين) تقول أم عماد “النساء مضطهدات وخاصة في الموصل، فالرجال ينظرون إليهن بشكل مختلف، ويقولون لهن “أنت مطلقة، أنت أرملة، عار عليك أن تعملي في مكان يعمل فيه الرجال”. ومن العار أن تخرج المطلقة أو الأرملة”.

وكبر مشروع أم عماد بمرور الوقت فاستأجرت مكانا أكبر وعينت أكثر من 20 مطلقة.

ويتلقى المطبخ الطلبات عن طريق الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي ويقوم بتوصيلها للزبائن.

مساعدة المزيد من النساء

وليس هناك بيانات رسمية عن أعداد الأرامل اللائي فقدن عائلهن في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية لكن تقريرا في عام 2017 أعدته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قدر أعدادهن بالآلاف.

وتحلم أم عماد بتحويل مطبخها إلى مطعم كبير لتتمكن من مساعدة المزيد من النساء.

بداية المشروع

وقالت أم عماد “لقد وظفت عاملتين في بداية مشروعي، وعندما رأينا إقبالاً، قمنا بتطوير المشروع واستأجرنا منزلًا أكبر مساحته 400 متر مربع حتى تتمكن العاملات من العمل بحرية وقد وصل عددهن إلى أكثر من 20”.

وأضافت ” صحيح أنا أرملة عراقية ولكن حلمي أن يتحول هذا المصنع إلى مطعم كبير وأقوم بتعيين النساء”.

لا أريد الاعتماد على الصدقات

وقالت أم رضا، وهي أرملة تعمل معها، “أنا أرملة وليس لدي معيل ومصدر رزق. لا أريد الاعتماد على الصدقات والناس. لذلك طلبت من أم عماد أن تجد لي وظيفة حتى أتمكن من الاعتماد على نفسي”.

وقالت أم عماد “من الناحية المادية، أنا بحاجة إلى هذا المشروع من أجل الاعتماد على أنفسنا بدلاً من الاعتماد على المنظمات والمساعدات. وفي نفس الوقت أقدم المساعدة للأرامل والنساء المحتاجات. تحتاج الأرملة إلى مثل هذا العمل حتى لا تتوسل للآخرين وتجعلها تشعر بأنها عنصر فاعل في المجتمع وقوي”.

الآلاف من النساء الأرامل

وقُتل الكثير من الرجال على يد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية أو في غارات جوية أو بنيران المدفعية تاركين خلفهم الآلاف ممن كانوا يعولونهم من النساء والأطفال.

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة في غرب وشمال العراق في يونيو 2014 حتى أخرجتهم القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة في ديسمبر عام 2017 وأعلنت الحكومة النصر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.