إغلاق الحرم المكي.. الدوافع احترازية محلية والتأثير عالمي

الحرم المكي المصدر سبوتنك
0

قررت المملكة العربية السعودية يوم الخميس الماضي إغلاق الحرم المكي الشريف أمام المعتمرين في إجراء احترازي ضد ” فيروس كورونا كوفيد 19 ” الذي اقلق العالم أجمع، ولم يكن إغلاق الحرم هو الأول من نوعه بل شهد التاريخ أحداثا مماثلة في وقت سابق .

وفي عصور سابقة مرّت الكعبة المشرفة منذ بنائها في عهد النبي إبراهيم عليه السلام بأحداث جسيمة لم تقتصر فقط على ما يخص أداء شعائر الحج والعمرة، بل أغلق الحرم المكي بسبب أحداث تتعلق إما بالأوبئة أو الحروب والفتن الدائرة عبر التاريخ أو لأسباب احترازية أخرى .

وعقب التخوف العالمي الذي انتشر جراء الإصابات المتعددة لفيروس كورونا حول العالم أعلنت المملكة العربية السعودية إغلاق الحرمين الشريفين بين صلاتي العشاء والفجر، ضمن ما قالت إنها ” إجراءات احترازية لمنع العدوى “، وذلك بعد تسجيل البلاد 5 إصابات بفيروس “كورونا” (حتى الجمعة) .

وتم بناء ساتر حول الكعبة، في إجراء وقائي لمنع الطائفين من ملامسة ستار الكعبة والحجر الأسود ومقام إبراهيم.

مشهد نادر

ونظراً لندرة المشهد الذي يتعلق بخلو الكعبة من القاصدين لبيت الله، كان وقع الصور المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة التويتر لخلو صحن الكعبة، على المغردين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، بمثابة حدث هام جداً، نظراً لندرة المشهد، حيث شهدت هذه الصور تداولاً كثيفاً .

وعلقت المغردة التي تدعى (حصة) على المنشور قالت فيها: ” منظر الكعبة وما فيها أحد مريب، نستودع الله بيته الحرام، وأهله وزوّاره وخُدّامه وعُمّاره “.

وكتب حامد البريك قائلا:” إخلاء الطواف من أجل بناء ساتر حول الكعبة المشرفة حتى لا يلمسها أي مصاب فتنتقل العدوى.. الأمر بسيط وبعد انتهاء الساتر سيفتح المطاف والحمدلله “.

مواقف إغلاق الحرم

حدث إغلاق الكعبة لم يكن الأول من نوعه، إلا أنه الأول الذي يترافق مع الطفرة التكنولوجية والتقنية الكبيرة على مستوى العالم، والتي سمحت بانتقال صور خلو الحرم من الطائفين والمصلين للعالم بأسره، المشهد الذي وصفه البعض بـ “الغريب” على الكعبة المشرفة .

هجوم أبرهة

حدث في عام الفيل، حين توجه أبرهة الحبشي إلى مكة المكرمة بغرض هدم الكعبة، وتقول الروايات إنه كان حينها حاكماً لمملكة أكسوم (الحبشة) .

وبحسب روايات متعددة المصادر وحسب ما أشار “ الأناضول “، فإن أبرهة الحبشي جهز جيشاً كبيراً، ضم عددا من الفيلة الإفريقية التي كان العرب حينها يفتقرون لآليات التعامل معها، مما أثار فزع الناس، ليتركوا الحرم المكي ويختبئون في الجبال القريبة.

وتختلف الروايات حول تاريخ حدوث هذه الواقعة، إذ يعتقد مؤرخون وقوعها عام 570 ميلادي، فيما يذهب آخرون إلى الاعتقاد بأنها حدثت بين عامي 568 و 569 ميلادي.

القرامطة ومنع الحج 10 سنوات

وقعت حادثة القرامطة عام 317 هجري (الموافق لعام 930 ميلادي)، والقرامطة هم فرقة من فرق المذهب الشيعي” وسموا بالقرامطة نسبة للدولة القرمطية التي انشقت عن الدولة الفاطمية (909-1171م)، ومؤسسها حمدان بن الأشعث الذي كان يلقب بـ “قرمط” لقصر قامته وساقيه.

ويروي المؤرخون أن القرامطة منعوا الحج لأكثر من 10 سنوات، واعتبروه عادة جاهلية مثل عبادة الأوثان .

تفشي الطاعون

وفي العام 1814، مات نحو 8 آلاف شخص جراء تفشي الطاعون في بلاد الحجاز، ما أدى إلى توقف الحج في سنة الطاعون .

وتفشّت الأوبئة سنة 1837 خلال فترة الحج، واستمرت حتى 1892، وشهدت تلك الفترة موت ألف من الحجاج يوميًا .

حادثة جهيمان العتيبي

وقعت حادثة جهيمان في 20 نوفمبر 1979، الموافق لـ 1 محرم 1400، وتعتبر أكثر الحوادث شهرة في التاريخ المعاصر.

حيث أدت الحادثة إلى إغلاق كامل للحرم المكي، بعد أن سيطر جهيمان وأتباعه (يقدر عددهم بالمئات) على المسجد الحرام لمدة أسبوعين، قبل أن تتمكن السلطات السعودية، في عملية واسعة، من دخول الحرم يوم 4 ديسمبر 1979 .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.