مستقبل العراق..تحديات تنتظر بلاد الرافدين

مستقبل العراق بعد استقالة علاوي
0

يبدو مستقبل العراق غير واضح المعالم مع تفاقم فراغ السلطة بعد انسحاب رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي واقتراب تنظيم داعش من التمدد في بغداد.

وساهم ابتعاد علاوي وفق موقع” الجزيرة” ،في تعقيد جهود البلاد للتعامل مع اضطرابات واسعة النطاق وعودة تنظيم الدولة الإسلامية للظهور وتفشي فيروس كورونا بعد اكتشاف 31 حالة إصابة بالفيروس حتى الآن.

واعتذر رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، عن تكليفه بتشكيل حكومة جديدة بعد ساعات من إرجاء البرلمان العراقي للمرة الثانية جلسة لمنح الثقة لحكومته لعدم اكتمال النصاب القانوني لتزداد ضبابية مستقبل العراق.

وسعى علاوي منذ الشهر المنصرم الى تشكيل حكومة جديدة بعد استقالة سلفه عادل عبد المهدي على وقع احتجاجات شعبية مناهضة له.

علاوي يتهم الأحزاب

واتهم علاوي في خطاب بثه التلفزيون أحزابا سياسية- لم يسمها- بالمساهمة في تعتيم مستقبل العراق وعدم الجدية فيما يتعلق بالإصلاحات والاستجابة لمطالب المحتجين.

وقال علاوي في خطابه “قدمت رسالة إلى السيد رئيس الجمهورية اعتذر فيها عن تكليفي بتشكيل الحكومة”.

وتابع “رأيت أن بعض الجهات السياسية ليست جادة بالإصلاح ولا يهمها مستقبل العراق والإيفاء بوعودها للشعب ووضعت العراقيل أمام ولادة حكومة مستقلة تعمل من أجل الوطن”.

ومن شأن انسحاب علاوي أن يعمق الأزمة السياسية في البلاد التي لا تزال تعاني من تداعيات احتجاجات حاشدة ومشاحنات سياسية.

وأضاف علاوي “كنت أمام هذه المعادلة – منصب رئيس الوزراء مقابل عدم الصدق مع شعبي والاستمرار بالمنصب على حساب معاناته”.

مشاورات لاختيار مرشح

وبعد انسحاب علاوي، أعلنت الرئاسة العراقية في بيان أن الرئيس برهم صالح سيبدأ مشاورات لاختيار مرشح بديل خلال فترة 15 يوما، ودعا صالح القوى النيابية إلى “العمل الجاد” للتوصل إلى اتفاق بشأن رئيس الوزراء البديل خلال الفترة الدستورية المحددة.

وبموجب الدستور، إذا لم يتمكن رئيس الوزراء المكلف بالحصول على إقرار مجلس النواب لحكومته، يتم تكليف شخصية أخرى بتشكيل حكومة جديدة.

وبخصوص ردة فعل الشارع العراقي ،لم يرحب المحتجون كثيرا بسحب علاوي ترشحه مؤكدين أنهم كانوا يرفضونه منذ البداية.

واعتبر المتظاهرون في العراق انسحاب علاوي نصرا لهم. وقال متظاهر لم يُعرف اسمه ” نحن نطمح أن يتم تكليف رئيس وزراء مقبول وينفذ مطالبنا”.

وفي بغداد، رفع المحتجون لافتة كُتب عليها “واهم من يعتقد أننا خرجنا ضد الأحزاب الشيعية فقط، فالجميع فاسدون.. كلا للمحاصصة”.

ويمثل فراغ السلطة أكبر تحد في المنطقة بالنظر إلى أن صراع النفوذ بين الولايات المتحدة وإيران حول مستقبل العراق يتجلى بوضوح في شوارع البلاد. كما أن هناك مخاوف متزايدة من أن تنظيم الدولة الإسلامية”داعش” قد يستغل حالة الشلل السياسي في المنطقة.

وذكر المحلل السياسي هشام الهاشمي أن داعش يتمدد بشكل كبير وملخوظ ، موضحا أن التنظيم ينفذ عمليات منظمة في منطقة الكرمة، في مناطق التاجي، الطارمية وهور الباشا، وكذلك عمليات اغتيال وخطف وتمويل ذاتي وتجنيد.

وتابع متحدثا عن مستقبل العراق في ظل تقدم داعش: ” تنظيم الدولة ربما، ليس بعيدا الأيام القادمة، سوف يقوم بعمليات نوعية في مركز بغداد. السبب يرجع إلى هشاشة الوضع الأمني، ولا توجد قيادة للقوات المسلحة مُسيطرة.. (إنه) تحد كبير”.

وكان يفترض أن علاوي هو الشخصية التي ستخرج العراق من الأزمة، وتحل محل عبد المهدي الذي أطاحت به الاحتجاجات، لكن الأول انسحب بعد أن أخفق النواب من الشيعة والسُنة والأكراد مجددا في منح حكومته المقترحة الثقة اللازمة.

ويشير الهاشمي لخطورة الأزمة الراهنة قائلا “الأزمة أكبر من مؤسسات الدولة، وهذا التحدي كبير خاصة المظاهرات وكورونا ونزول أسعار النفط، بالإضافة إلى السلاح السائب للمليشيات ونمو تنظيم الدولة واقترابه من مركز بغداد”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.