احتجاجات العراق.. آلاف المعاقين والأمل يتجدد

جانب من مصابي احتجاجات العراق المصدر العربي
0

لا شك أن جمهورية العراق عانت كثيراً وطيلة السنوات القليلة الماضية من الانقسام السياسي الذي وضح جلياً في مطالبات الشارع بتعيين رئيس حكومة لا ينتمى إلى طبقة سياسية معينة .

وهو الأمر الذي قاد الشارع العراقي في نهاية الأمر إلى احتجاجت متجددة من أجل التغيير السياسي الذي يحلم به كل مواطن عراقي .

إعاقات دائمة

وأسفرت احتجاجات العراق المناهضة للحكومة، والتي انطلقت في بغداد ومدن جنوبية عدة، في الأول من أكتوبر من العام الماضي، عن إصابة ثلاثة آلاف شخص على الأقل بإعاقات دائمة، بحسب إحصاءات منظمة «تجمع المعوقين في العراق» غير الحكومية .

وهذا الأمر يقودنا لفداحة تعامل قوات الأمن والشرطة العراقية مع المتظاهرين الذين يطالبون بتغيير سياسي من شأنه أن يقود البلاد إلى الأمام في ظل التقاطعات السياسية التي تعمل على تفتيت البلاد أكثر من مصلحته .

وكما يقال فإن الشعب دائماً على حق، لأن الحكومة لا تريد إلا ما تراه هي مناسباً لها عندما يتعلق الأمر بالحصول على المكاسب السياسية تجاه الشعب .

تاريخ حافل بالحربات

ولجمهورية العراق تاريخ طويل من النزاعات الدامية، من حرب مع إيران بين عامي 1980 و1988، مروراً بالغزو الأمريكي للبلاد في 2003، لإطاحة نظام صدام حسين، ومعارك طائفية، وصولاً إلى المعارك ضد تنظيم داعش في مدن مختلفة بالبلاد .

وبحسب تعداد لـ «تجمع المعوقين في العراق»، يبلغ عدد المعوقين «أصحاب الهمم» في البلاد، أكثر من ثلاثة ملايين شخص، وهو ما يتقارب مع إحصاءات أخرى لمنظمات دولية وحقوقية عالمية.

وتشير وزارة التخطيط العراقية، إلى أن هناك أكثر من مليوني معوق في 13 محافظة من أصل 18 في العراق .

ضعف الخدمات الصحية

إن الضعف في أي خدمات في البلاد يمكن أن يجابه بأستشناء الضعف الذي يتعلق بالخدمات الصحية، فالصحة إن غابت غاب الإنسان .

وعلى الرغم من أن العراق طرف في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فإن المعوقين يعانون من ضعف الخدمات الصحية بشكل  كبير .

ومع ضعف الخدمات الصحية يوجد نقص كبير في فرص العمل بالبلاد، بجانب التهميش الاجتماعي الكبير .

ونتيجة لتلك الأزمات عمل العراقيين على تنظيم مسيراتهم الخاصة في بغداد، كجزء من حركة الاحتجاج الكبرى، مطالبين بتحسين الرعاية الحكومية لهم في المقام الأول، بجانب تحسين الجوانب الآخرى المتعلقة بالاقتصاد والسياسة .

وتقول منظمة الصحة العاليمة بأنه قتل أكثر من 330 شخصاً، وأصيب 15 ألفاً على الأقل بجروح، منذ بدء احتجاجات العراق في الأول من أكتوبر في العراق، مع إحجام كثيرين عن الذهاب إلى المستشفيات، خوفاً من الاعتقالات والترهيب الحكومي .

وكل تلك الحوادث أدت ذلك إلى التهاب بعض الإصابات، ما أرغم في بعض الحالات، الممرضين والأطباء، على بتر أعضاء من جسم المصاب أو المريض .

أمل متجدد

ولا زال الشعب العراقي يملك الأمل عندما بتعلق الأمر بالتغيير السياسي في البلاد، حتى وإن طال الزمن، فالشعب هو الذي سوف ينتصر في نهاية الأمر .

ويرى محللون سياسيون بأن الشعب العراقي يمكنه أن يصل إلى مراده في نهاية الأمر، بالرغم من كل هذه المعوقات والظروف الصحية البالغة التعقيد التي يمر بها الشارع العراقي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.