قدم رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب استقالة الحكومة اللبنانية للرئيس ميشال عون، مساء اليوم، وخطب أمام اللبنانين والإعلام متحدثاّ عن أسباب الاستقالة.
عقد رئيس الحكومة حسان دياب اجتماع ظهر اليوم بحضور وزراء الحكومة، ورافق الاجتماع أنباء عن نية الحكومة الاستقالة الجماعية.
سبق هذا الإعلان استقالة أربع وزراء من الحكومة بعد تفجير مرفأ بيروت.
وقال حسان دياب في إعلان استقالة الحكومة اللبنانية أمام الصحفيين مساء اليوم الإثنين: “اليوم نحن أمام مأساة كبرى، وكان يفترض من كل القوة الحريصة على البلد أن تتعاون بأيام صمت لتجاوز المرحلة، بحداد وحزن على الثكالة والأيتام، بمساعدة الناس وبلسمة جراحهم، ومساعدة الذين فقدوا مصادر رزقهم” بحسب قناة الجزيرة.
وفي كلام دياب أشار للقوة المتنازعة “لكن البعض يعيش في زمن آخر، ولا يهمه إلا تسجيل النقاط السياسية، وهدم مابقي من مظاهر الدولة،” وأضاف “كان يفترض أن يخجلوا من أنفسهم،… ولكنهم اعتادوا التغيير في مواقفهم لتزوير الحقائق والمطلوب هو تغييرهم لأنهم المآساة الحقيقية للشعب اللبناني”.
كلام دياب تضمّن إشارة إلى الفساد ” ما نزال نعيش هول المآساة التي ضربت لبنان، الكارثة التي أصابت اللبنانين في الصميم، والتي حصلت نتيجة فساد مزمن في الدولة والإدارة” والفساد “متجذر وأكبر من الدولة” مضيفاً ” لا تستطيع التخلص منها”.
وأشار دياب لعدم وجود مصالح شخصية لحكومته بقوله: ” ليست لنا مصالح شخصية، كل ما يهمنا إنقاذ البلد، وقد تحملنا الكثير من التجني، ورفضنا استدراجنا إلى سجالات عميقة، لأننا كنا نريد العمل، ولم تتوقف” وتابع “الأبواق المزعومة كانت تتعمد تزوير الحقائق،”…”لكننا حملنا مطلب اللبنانيين بالتغيير، ولكن بيننا وبين التغيير جدار سميك جدا وشائك جدا، تحميه طبقة تقاوم بكل الأساليب الوسخة، من أجل الاحتفاظ بكل مواقعها وقدرتها على التحكم بالدولة، وقاتلنا بشراسة وشرف، لكن المعركة ليس فيها تكافء”.
ووضح بأنه العمل كان صعباً ضمن هذه البيئة بقوله ” كنا وحدنا وكانوا مجتمعين ضدنا، استعملوا كل اسلحتهم، شوهوا الحقائق، زوروا الوقائع وكذبوا على الناس، ارتكبوا الكبائر والصغائر”.
وأشار دياب في كلامه عن إنفجار بيروت “اليوم وصلنا إلى هنا، إلى هذا الزلزال الذي ضرب البلد، مع كل تداعياته الانسانية والاجتماعية والاقتصادية والوطنية، وهمنا الأول هو التعامل مع هذه التداعيات بالتوازي مع تحقيق سريع، يحدد المسؤوليات، ولاتسقط فيه الكارثة بمرور الزمن”.
وأكّد أنه مع المحاسبة بكلامه ” نحن اليوم نحتكم إلى الناس وإلى مطلبهم بمحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة المختبئة منذ سبع سنوات، وإلى رغبتهم في التغيير الحقيقي، من دولة الفساد والسمسرات إلى دولة العدالة والقانون والشفافية، إلى دولة تحترم أبنائها”
وأخر كلام حسان دياب في إعلان استقالة الحكومة اللبنانية ” أمام هذا الواقع نتراجع خطوة إلى الوراء للوقوف مع الناس، كي نخوض معركة التغيير معهم، نريد أن نفتح الباب أمام الإنقاذ الوطني الذي يشارك اللبنانيون في صناعته، لذلك أعلن اليوم استقالة هذه الحكومة”.
وردد ثلاث مرات “الله يحمي لبنان” وختم “عشتم وعاش لبنان”.
استقالة الحكومة، يجعلها اليوم حكومة تصريف أعمال إلى حين وصول حكومة جديدة، ربما تنقل لبنان إلى نظام جديد أو انتخابات مبكرة.
