استقالة غسان سلامة تدفع الأمم المتحدة لترشيح 3 شخصيات لليبيا
استقالة غسان سلامة من مهامه الأممية في طرابلس لم تمثل جديدا لليبيين الذين رأوا أن الرجل لم يوفق في وضع حد للاحتراب الدائر في البلد العربي الإفريقي .
وبحسب ما جاء في موقع ” العربية ” فستعلن الأمم المتحدة خلال الأيام القادمة خليفة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة الذي أبلغ أمينها العام برغبته في الاستقالة، بعد عامين ونصف من محاولة توحيد الليبيين، فشل خلالهما في التوصل إلى اتفاق سلام بين الأطراف الليبية المتنازعة على السلطة.
وتستعجل المنظمة الأممية بديل غسان سلامة نظرا للوضع الحرج في ليبيا ولا يتوّقع أن تتأخر الأمم المتحدة في تعيين بديل لسلامة، من أجل استئناف الحوارات الداخلية بين الليبيين في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والتي تتوّلى قيادتها، خصوصا بعد تدهور الأوضاع على الأرض وانهيار الهدنة المتفق عليها بين طرفي الصراع وهما حكومة حفتر وحكومة السراج .
وجه نسائي في ليبيا
وبحسب تقرير العربية فإن الترشيحات تصب لصالح 3 أسماء بارزة مرشحة لخلافة غسّان سلامة، أبرزهم الأميركية “ستيفاني ويليامز” التي تشغل منذ شهر يوليو 2018 منصب نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا وهي من أهمّ الشخصيات الملمّة بملف الأزمة الليبية.
وشاركت ويليامز في إعداد خارطة الطريق الخاصة بتسوية الأزمة الليبية في أغلب منتديات الحوار الخاصة بليبيا، كما قادت جهود الوساطة والمفاوضات بين كل الأطراف الليبية، وتوّلت سابقا منصب القائمة بالأعمال في السفارة الأميركية بطرابلس.
ويليامز المرشحة لخلافة غسان سلامة ، متخصصة في شؤون الشرق الأوسط، وتملك خبرة لسنوات في العمل الدبلوماسي والشؤون الدولية، وهي كانت قد تولت سابقا منصب نائبة رئيس بعثة الولايات المتحدة في العراق، عامي 2016 و2017.
عملت ستيفاني ويليامز أيضا في الأردن ما بين 2013 و2015 والبحرين من 2010 إلى 2013، كما شغلت منصب كبير المستشارين لشؤون سوريا ومدير مكتب المغرب العربي، وعملت في السفارات الأميركية في عدد من البلدان.
من جهته يشدد الاتحاد الأفريقي منذ أشهر على تعيين مبعوث أممي من دول القارة خلفا للمستقيل غسان سلامة للتعامل مع الأزمة الليبية، وذلك حتى يلعب دورا أكبر في الملف الليبي ويكون شريكا فاعلا في قيادة عملية السلام بعدما فقد زمام المبادرة لصالح الدول الأوروبية والعربية.
ومن المتوقع أن يطرح هذا الأمر في اجتماع لجنة الاتصال التابعة للاتحاد الإفريقي بشأن ليبيا ببرازافيل يوم الخميس القادم 12 مارس، والذي سيخصّص للتشاور حول ترتيبات تنظيم مؤتمر كبير للمصالحة الليبية الشاملة، ويدعم أحد الأسماء لتولي رئاسة البعثة الأممية في ليبيا.
السوداني يعقوب الحلو
ثاني الأسماء المرشحة خلفا للمبعوث السابق غسان سلامة هو السوداني “يعقوب الحلو”، الذي يعد واحدا من الشخصيات التي من المحتمل أن يرشحها الاتحاد الإفريقي لتولي منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا وخلافة سلامة، وهو مسؤول أممي ويشغل حاليا مناصب نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ونائب رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمنسق المقيم للأمم المتحدة، ومنسق الشؤون الإنسانية.
وتقول السيرة الذاتية للمرشح السوداني أنه يمتلك خبرات متميزة في مجال العمل الأممي، إذ توّلى منذ عام 2016 منصب المنسق المقيم في ليبيريا، حيث عمل حتى عام 2018 نائبا للممثل الخاص للأمين العام في البعثة الأممية هنا، كما كان أيضا الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
مرشح ليبيا منسق سابق في سوريا
وشغل الحلو من عام 2013 إلى عام 2016، منصب المنسق المقيم للأمم المتحدة والمنسق الإنساني والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا، كما كان أيضا مديرا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين في جنيف (2010-2013) وممثلا إقليميا للمفوضية لدى دول مجلس التعاون الخليجي ومقره الرياض .
وعمل يعقوب الحلو في جمهورية تنزانيا المتحدة ممثلا لمفوضية شؤون اللاجئين في الفترة بين (2006 و2009) ومنسقا للشؤون الإنسانية في بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق (2005-2006)، ورئيسا لبعثة مفوضية شؤون اللاجئين هناك (2003-2005).
الجهيناوي
ويطرح اسم الديبلوماسي التونسي “خميس الجهيناوي” بقوّة، ليكون بديلا عن غسان سلامة في رئاسة البعثة الأممية إلى ليبيا، والذي يعدّ من أهمّ الشخصيات المطلعة على تفاصيل الأزمة الليبية.
وقاد الجهيناوي خلال السنوات الماضية عندما كان على رأس الديبلوماسية في تونس مفاوضات بين مختلف الأطراف الليبية وكانت له مساهمات كبيرة في تجميع الفرقاء في جولات من الحوار وتقريب وجهات النظر بينهم، كما شارك في صياغة عدّة مبادرات للسلام بالتعاون مع دول الجوار الليبي.