الأسلحة البيضاء .. ظاهرة تهدد الأمن والمجتمع السوداني

سكاكين وخناجر صادرتها الشرطة / الجزيرة
0

انتشرت بصورة لافته في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم حمل الأسلحة البيضاء وإخفاؤها تحت الملابس، كما انها تزايدت في أطرف المدينة.

وسببت الظاهرة إلى جزع للأمن والمجتمع السوداني على حد سواء، مع انتشارها خاصة بين شباب يتجولون بأسلحتهم البيضاء في الشوارع والمناطق العامة وحتى في وسائل النقل العام.

وفي ظل الفوضى التي شوارع الخرطوم على خلفية الحرك الثوري، بات حمل الأسلحة البيضاء بهذا الشكل يشكل “تهديد أمني”، ونتج على خلفيته ظواهر التعدي على المواطنين وسرقة ممتلكاتهم.

ويُرجع مختصون تفاقم الظاهرة إلى تنامي الإحساس بفقدان الأمان، على خلفية الانتشار غير القانوني للأسلحة النارية ومعدل السرقات وتصاعد وتيرة العنف.

عصابات النيقرز

ومنذ إنطلاق الشرارة الأولى للثورة السودانية في ديسمبر من العام 2019م، ظلت الخرطوم تعاني من ظاهرة الانفلات الأمني التي انطلقت مع بداية المظاهرات الشعبية والمواكب الاحتجاجية المطالبة بالتغيير وإسقاط نظام الرئيس عمر حسن البشير.

كما ظهرت عصابات أطلق عليها “النيقرز”، وهم شباب يافعون ينشطون في مجموعات تنهب وتروع المواطنين باستخدام الأسلحة البيضاء .

وقال موقع (الجزيرة نت) اليوم الإثنين، إن السلطات الأمنية المختصة في الخرطوم، أقرت بتحول ظاهرة “النيقرز” إلى مهدد أمني خطير، في وقت تتلقى فيه هذه العصابات تدريبات مكثفة على إحداث الشغب وافتعاله.

وظهرت في أحياء الخرطوم مجموعات شبابية تقوم بتأمين مناطقها بنفسها مع تصاعد وتيرة الانفلات الأمني. وبدأت الدوريات الليلية للشباب تنتشر بصورة ملحوظة في شوارع الأحياء سيما في المساء، الأمر الذي دفع بتقليل ظاهرة السرقة وإعادة شيء من الطمأنينة والسكينية إلى الأسر السودانية.

الشعور بفقدان الأمن

أحد سكان منطقة النصر جنوب الحزام جنوبي الخرطوم، يدعى مصطفى آدم، يقول إن استخدام الأسلحة البيضاء يعود إلى الشعور بفقدان الأمن، سيما في الفترة المسائية، مشيرًا إلى بعض المواقف الحرجة التي واجهته فقرر على إثرها حمل سلاح دائم في سيارته.

ويؤكد مصطفى، أن شعوره بالطمأنينة يزداد كلما أحس بأن الأسلحة البيضاء بحوزته.

ويفجِّر “ود الفكي” مفاجأة مفادها أن معظم النساء في منطقة جنوب الحزام يحملن الأسلحة البيضاء لحماية أنفسهن، ويقول إن معظم هؤلاء النساء يشتغلن في بيع الشاي، وهو أمر يتطلب خروجهن للعمل في الساعات الأولى من الفجر، وهو الزمن المفضل لمن سماهم “زوَّار الليل”.

مطالبة بقوانين رادعه

وتطالب الخبيرة التربوية، الأستاذة ناهد أبو زيد، وزارة الداخلية بضرورة وضع قوانين رادعة لحملة الأسلحة البيضاء كما تبدي تخوفها من هذه الظاهرة وأنها بمثابة المشكلة الأمنية الخطيرة التي تهدد السودان.

وتروي ناهد حكاية تلميذ يبلغ من العمر 14 سنة قابلته في إحدى المناسبات، يحمل سكينا تحت ملابسه، وعندما سألته عن سبب حمله السكين، أجاب بأنه يدافع بها عن نفسه.

وتساءلت عن مصير مثل هذا الطفل في حال نشوب أي شجار أو مشادة في الشارع أو حتى في المواصلات العامة.

حملات أمنية

يؤكد الناطق الرسمي باسم الشرطة اللواء الدكتور عمر عبد الماجد، بأن قوات الشرطة قامت بتنفيذ العديد من الحملات، جمعت على إثرها كميات كبيرة من الأسلحة البيضاء ، فيما يشير إلى عدم وجود قانون يمنع استخدام الأسلحة البيضاء في السودان. ويقول إن تدخل الشرطة مرهون بمدى استشعارها بخطورة الظاهرة.

ويكشف عبد الماجد عن وجود أوامر محلية تصدر بين الفينة والأخرى لتنظيم استخدام السلاح الأبيض.

ثقافة ومظهر اجتماعي

وتعتبر ظاهرة حمل الأسلحة البيضاء عند بعض القبائل السودانية بمثابة ثقافة محلية ومظهر اجتماعي متعارف عليه، رغمًا عن كونها تعد تهديدًا أمنيًا في الخرطوم.

ففي غرب السودان، تحرص العديد من القبائل -وتحديدا الرعوية- على وضع السكين داخل غمده وربطه على الكتف وتحت الجلابية “الجلباب”.

أما في شرق السودان، فإن حمل السيف لدى قبائل الهَدَندَوة والبني عامر إلى جانب كونه مظهرًا اجتماعيًا، هو مكمل لهندام الرجل وأناقته، ويعكس مدى شجاعته وقوته ورجولته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.