من الواضح بأن مصر لا تملك حلول فعلية لأزمة سد النهضة، إذ أن الامر بات خاج سيطرتها في ظل تعنت إثيوبيا ومضيها في خطواتها فيما يتعلق بملء وتشغيل سد النهضة مع بداية موسم الفيضان .
وتناولت بعض وسائل الإعلام المصرية الموقف الحقيقي الذي وضع أمام الرئيس المصري فيما يتعلق بالملء والتشغيل في السد من قبل الحكومة الإثيوبية .
ولا شك بأن الحكومة المصرية سوف تعل بل قوة من أجل السيطرة على امتصاص غضب الشارع المصري، في ظل العديد من القضايا التي تشغلها في الوقت الراهن أبرزها التدخل في الشأن الليبي .
وعلى عكس ما صدر من تعليمات سابقة من الحكومة الإثيوبية بأنها سوف تعمل على التوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان بخصوص الملء والتشغيل، فإن هذا الأمر لم يحدث، لأن بنهاية المفاضات لم يتم التوصل إلى اتفاق حقيقي بين الدول المعنية .
وأفادت وسائل إعلام مصرية بأن هناك جهات سيادية تتحكم في ملف الإعلام المصري، أعطت تعليمات واضحة للمسؤولين عن وسائل الإعلام، من قنوات فضائية، وصحف، ومواقع إلكترونية، بتكثيف الحديث عن “مفاجأة قيام إثيوبيا بملء خزان سد النهضة، في مخالفة لرسالة مجلس الأمن، والاتحاد الأفريقي” .
كما أن مسألة الملء لم تكن تحمل أية مفاجأة للسيسي، لأن تقرير “الجهات السيادية”، كان واضحاً، وحاسماً، وشاملاً لتفصيلات كثيرة عن الخطوة الإثيوبية” .
اتهام بالخيانة
وكان وزير الخارجية الإثيوبي، غيدو أندارجاشو قد قال في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التويتر: ” : “تهانينا… سابقاً كان النيل يتدفق، والآن أصبح في بحيرة، ومنها ستحصل إثيوبيا على تنميتها المنشودة، في الحقيقة… النيل لنا” .
وبعد تلك التغريدة انتشرت العديد من الحملات الإسفيرية في مصر والتي وصفوا خلالها خطوة وزير الخاجية الإثيوبي بـ ” الخيانة المفاجئة” على حد تعبيرهم .
وكانت مصر والسودان تأملان في أن يتم إبرام اتفاق شامل وملزم من خلال المفاوضات بين الأطراف الثلاثة، التي تمت برعاية الاتحاد الأفريقي .
ومن الواضح بإن مؤسسة الرئاسة المصرية باتت مشغولة في الأيام القليلة الماضية، بكيفية التعامل الإعلامي، والخطاب الذي يمكن أن تُمرر به سلسلة من الإخفاقات المتتالية، في إدارة ملف أزمة سد النهضة، بعد فقدانها أوراقا محتملة للضغط، الواحدة تلو الأخرى، وأنها تواجه مأزقاً حقيقياً، حتى في هذا الجانب الإعلامي .
وفي السياق فقد صدرت أخيراً لكافة وسائل الإعلام المصرية تعليمات بعدم نشر أي أخبار أو تقارير صحافية وإعلامية متعلقة بحالات الجفاف التي ضربت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في عدد من محافظات الدلتا في البلاد .
وكما أن إدارة الرصد بوزارة الزراعة في مصر وبحسب وسائل إعلام مصرية فقد تلقت شكاوى كثيرة من فلاحين بمحافظات منها الغربية وكفر الشيخ، بشأن نقص حاد في مياه الري، ما تسبب في جفاف الأرض وتلف المحاصيل، وتشقق التربة .
