الحكومة اليمنية.. فترة بالغة التعقيد وصراعات تلوح في الأفق

جانب من الحكومة اليمنية المصدر العربية
0

تلوح في الأفق العديد من الصراعات داخل الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والتي أصبحت تلوح إلى أن الفترة المقبلة سوف تشهد المزيد من الصراعات .

وشهدت الفترة الماضية الكثير من معارك الظل كما توصف من قبل الساسة في الوطن العربي في اليمن .

تصدعات في الحكومة

وظهر الصراع عقب تقديم وزير النقل صالح الجبواني، ووزير الخدمة المدنية نبيل الفقيه، خطابي استقالة منفصلين إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، المقيم في العاصمة السعودية الرياض منذ خمس سنوات .

وبالرغم من أن الحكومة اليمنية تقيم بأكملها في المنفى، إلا أن تصدّع الشرعية، في ظروف بالغة الحساسية، يُحارب فيها العالم عدواً واحداً، هو فيروس كورونا المستجد.

ولا شك أن الفيروس قد يفاقم من تردي الأوضاع الاقتصادية والصحية، ويصرف الأنظار عن مواجهة التفشي المحتمل للجائحة في البلد المضطرب، الذي لم يسجل أي إصابات مؤكدة حتى صباح أمس الأحد .

الخلافات عقب الخطاب المتلفز

والمفارقة أن بروز الخلافات إلى السطح في اليمن، جاء بعد أيام من خطاب متلفز لرئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، دعا فيه الأطراف والمكونات كافة، بمن فيها الحوثيون، إلى التسامي والتكاتف من أجل التصدي لفيروس كورونا .

ومن المؤكد أن يتبدد ذلك الهدف، وخصوصاً مع انشغال معسكر الشرعية في البلاد بردم الهوة داخل صفوفه، وتلافي الثغرات التي وجهها وزير الخدمة المستقيل لرئيس الوزراء في خطاب الاستقالة .

ولم تشكّل استقالة وزير النقل المثير للجدل صالح الجبواني مفاجأة للشارع اليمني، وخصوصاً أنها جاءت غداة يومين من إيقافه عن العمل على خلفية “إخلاله الجسيم في أداء مهامه”، وفقاً لمذكرة رسمية مذيلة بتوقيع رئيس الحكومة إلى نائبه، فيما عدّد خطاب استقالة نبيل الفقيه، غير المتوقع، جملة من الإخفاقات في أداء الحكومة جراء ما وصفها بـ”السياسات العقيمة” لرئيس الوزراء العراقي .

معارك طويلة لوزير النقل

وخاض وزير النقل الجبواني معارك إعلامية طويلة مع رئيس الحكومة التي ينتمي إليها منذ نحو عام .

ومنذ انقلاب أتباع الإمارات في “المجلس الانتقالي الجنوبي” على الشرعية، في أغسطس الماضي في عدن، تحوّل الجبواني إلى شخصية محورية وأساسية في الصراع مع “المجلس الانتقالي” الانفصالي، وصدر عنه عدد من المواقف السياسية، التي كانت تتهم معين عبد الملك بالولاء للإمارات، ودعم الانفصاليين الجنوبيين .

واستغل الجبواني وجوده في الخارج لتوجيه رسائل سياسية فقط، وفي الغالب، كان رئيس الحكومة هدفاً لها .

ووصلت المعركة إلى مرحلة كسر العظم بين الرجلين مطلع يناير الماضي، عندما تبرأت الحكومة من تصريحات أطلقها الجبواني من إسطنبول، عن ترتيبات لعقد اتفاقيات في قطاعي الموانئ والمطارات مع تركيا، وقالت إنها شخصية ولا تمثلها .

واعتبرت الحكومة تصريحات الجبواني أنها “غير مسؤولة، ولم يُرجَع فيها إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء”، وهو ما دفع الوزير المستقيل إلى اتهام رئيس الوزراء بالغدر بهادي من خلال تطلعه إلى السلطة .

لا يوجد صراعات داخل الحكومة الشرعية

وتشير العديد من الأوساط السياسية في العراق إلى أنه أنه لا توجد صراعات بالمعنى الحرفي داخل أروقة حكومة الشرعية، بل أجنحة تؤدي أدواراً يطلبها منها هادي بنفسه، وبمقدور هادي إقالتها جميعاً إذا خرج ذلك الصراع عن سيطرته.

وإقصاء الجبواني من الحكومة سببه مواقفه السياسية ضد التحالف السعودي الإماراتي عموماً، وأبو ظبي خصوصاً، ولو كان هادي يريد إقالته لفعل ذلك منذ أول انتقادات وجهها إلى المملكة العربية السعودية والإمارات .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.