الزرفي .. هل ينجح في المهمة التي عجز عنها سلفه؟

رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي / Al Bawaba
0

أمام رئيس الوزراء العراقي المكلف، عدنان الزرفي تحديات كبيرة في المهمة الموكلة إليه بتشكيل حكومته في ظرف 30 يومًا ونيل الثقة من قبل البرلمان العراقي إلى حين تنظيم انتخابات نيابية مبكرة.

وكلف رئيس الجمهورية، برهم صالح، يوم الثلاثاء الماضي، الزرفي، بتشكيل حكومة جديدة، لن تكون مهمته فيها سهلة على الإطلاق في بلدٍ يعد ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة “أوبك”، إلا أنه تأثر بهبوط أسعار الخام وسط ركود سياسي.

ووما لا شك أن الفساد المستشري في بلد يفتقر إلى الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والبنى التحتيه والمنشآت الصحية والتعليمية، جعل هنالك حالة من السخط الشعبي تجاه السلطات.

ومنذ أكتوبر الماضي، تشهد عدة مدن عراقية تظاهرات مستمرة لم تتمكن القوات الحكومية من إنهائها، على الرغم من استخدام القمع الذي أودى بحياة نحو 700 متظاهر وآلاف المصابين، فضلاً عن حالات الخطف التي استهدفت ناشطين من كلا الجنسين.

الشارع يرفض الزرفي

ولم تكن ردة فعل الشارع العراقي تجاه تكليف الزرفي إيجابية بالنسبة للسلطات، حيث أعلن المتظاهرون رفضهم لذلك التكليف، معتبرين إياه جزءاً من الحكومة التي تسببت في المشاكل التي يعاني منها العراق .

وتتلخص مطالب المتظاهرين بتشكيل حكومة تعد لانتخابات مبكرة، وتحاسب من اعتدى على المتظاهرين وتسبب بمقتل مئات، وإصابة عشرات الآلاف منهم.

تحديات

حالة الحراك في الشارع حاليًا، بالإضافة لرفض القوى السياسية للتكليف، تعتبر بمثابة التحديات الكبيرة التي تقف أمام الزرفي في مهمته لقيادة البلاد، والتي يؤكد مراقبون بأنها ستكون صعبة.

وعقب إعلان تكليف الزرفي، الذي شغل من قبل منصب محافظ النجف، نقلت بعض وسائل الإعلام العراقية اعتراض عدد من الكتل البرلمانية الرئيسية عليه، ما يعني أنه قد يواجه صعوبات كبيرة في تمرير تشكيلته الوزارية في مجلس النواب.

واتخذت الكتل الشيعية الكبيرة موقفاً رافضاً للزرفي بعد ساعات فقط من ترشيحه.

وقالت هذه الكتل في بيان إنهم سيستخدمون “جميع الطرق والوسائل القانونية والسياسية والشعبية لإيقاف هذا التداعي الذي إن استمر فإنه سيهدد السلم الأهلي ويفكك النسيج الوطني”.

ويتهم بيان الكتل رئيس الجمهورية برهم صالح بمخالفة الدستور والسياقات السياسية المتعارف عليها في العراق بتسميته عدنان الزرفي رئيساً للوزراء.

ترحيب بالتكليف

وعلى الرغم من وجود تيار معارض لهذا التكليف، إلا أن الاختيار وجد ترحيبًا من قبل كتل سياسية، حيث اعتبرت كتلة تحالف القوى العراقية، التي يرأسها رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، أن الزرفي هو الشخصية التي “تعي جيداً” ما يحتاجه العراق، وذلك بحكم تجاربه السابقة.

ويقول إياد العنبر، أستاذ الفكر السياسي المساعد في كلة العلوم السياسية بجامعة الكوفة، إن : “تكليف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة دلالته السياسية أكبر دليل على كسر منظومة الاحتكار السياسي لجيل كامل من الأحزاب”.

وأضاف في منشور له على منصة فيسبوك: “الأهم من ذلك أن دائرة الاحتكار لم تكسر إلا بفضل التظاهرات ودماء شهدائها ومواقف الصمود البطولية لشبابها”.

مهمة معقدة

الغالبية العظمى من المراقبين يرون بأن مهمة رئيس الوزراء المكلف لن تكون بتلك السهولة، وأن عامل الوقت فيما يخص تشكيل الحكومة وتحقيق مطالب المتظاهرين والكتل السياسية، قد لا يسعفه.

وفي هذا الصدد يقول الكاتب والمحلل السياسي العراقي إياد الدليمي، إن المهمة أمام الزرفي صعبة للغاية، بل ويعتبرها أصعب من مهمة سلفه محمد علاوي، نظرًا لرفضه من قبل الكتل السياسية الشيعية، ومعها بعض القوى السنية، فضلًا عن الموقف غير الواضح من قبل القوى الكردية.

وقال الدليمي وفقًا لموقع (الخليج أونلاين): “لكن مع ذلك وفي ظل هذا الرفض المعلن من قبل أغلب القوى السياسية بالعراق فإن الزرفي على ما يبدو يمتلك نقاط قوة ربما لم تكن موجوده لدى علاوي”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.