في سباق محموم نحو الخارج أصدرت وزارة الخارجية السودانية بياناً صحفياً أشادت فيه بجهود الاتحاد الأوربي ودعمه للشعب السوداني عبر مجموعة أصدقاء السودان تشجيعاً منها للنهوض بالإقتصاد السوداني. بينما لم تصدر أي جهة حكومية بيانا توضح فيه كيفية التعامل مع الأزمات الداخلية التي شهدتها مدينتي كسلا و كادقلي فقد جرى فيها أشكالا من العنف القبلي المسلح راح ضحيته العشرات من المواطنين السودانيين الأبرياء.
و نبه مراقبين للأوضاع في البلاد أن الصراعات القبيلة ما هي إلا مؤشر لأحداث قادمة، يجب تداركها من الآن قبل فوات الأوان، ولكن على ما يبدو فإن قوى الحرية والتغيير “الحاضنة السياسية” للحكومة الانتقالية تعاني من مشكلات جمة و تصدع داخلي نتج عنه استقالات بالجملة من قبل بعض القيادات فيها، الأمر الذي جعل المراقبون يأكدون أن ما يحدث من أحداث عنف هو نتيجة لضعف ووهن قوى الحرية التي تصدع جدار بنيانها بصورة مباشرة، وقالوا أن الحرية والتغيير باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة و يتضح ذلك من شكل تعاملها مع الأزمات الداخلية التي تعصف بالبلاد، و بحسب قراءات المراقبين فإن الأسابيع القليلة الماضية شهدت نشاطاً ملحوظاً لجهود الحكومة الانتقالية و لكنه في أغلبه سباق محموم نحو الخارج, فمجلس الوزراء يركز جهوده على ترقيع الاقتصاد السوداني عن طريق مؤتمر أصدقاء السودان الذي أقيم مؤخرا عبر تقنية الفيديو كونفرنس، كما ارسل وفداً للمشاركة في إجتماعات الكوميسا، و عاب البعض على الحكومة الانتقالية البطء في الإستجابة للقضايا الداخلية الملحة
المصدر : متاريس
