السودان .. معاناة الفيضانات تزيد حدة الأوجاع (بالصور)

طفل سوداني يجلس حائرًا أمام منزله المدمر \ GETTY IMAGES
0

وكأن لسان حال المواطنين يتسائل: هل تنقصنا أوجاع وأزمات؟ وإلى أين تقودنا الأوضاع في السودان ؟ فمن ضائقة اقتصادية خانقة إلى الفيضانات المدمرة!! وليس بمعلوم ماذا يخبأه الغد لسكان بلد ظل يرزح تحت وطأة المعاناة والآلام سنين طوال، لكنه ظل على الدوام يحلم بغدٍ أفضل.

السودان منطقة كوارث

في السودان بدت صور الكارثة المتداولة، على مدى الأيام الماضية، جراء الفيضانات الغير المسبوقة مخيفة بشكل كبير، وسط اعتراف من قبل الحكومة بحجم الكارثة.

مئة قتيل و46 مصابًا، بحسب موقع (بي بي سي عربي) وتدمير عشرات الآلاف من المساكن كليًا أوجزئيًا، في 11 ولاية سودانية، هي بعض من الخسائر التي أسفرت عنها الفيضانات الآخيرة في السودان.

هذه خسائر تضمنها بيان صادر،عن مجلس الأمن والدفاع السوداني، فجر السبت 5 سبتمبر، وهو البيان الذي أعلن السودان بكامله منطقة كوارث طبيعية، فيما يراه مراقبون سودانيون، اعترافًا بالعجز عن معالجة التداعيات الناجمة عن الفيضانات، وأنه يعني ضمنيًا طلب الدعم من الأشقاء والجيران والمجتمع الدولي للتعامل مع الموقف.

وكانت وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية السودانية، لينا الشيخ قد قالت، إن أكثر من نصف مليون سوداني، تضرروا من الفيضانات التي شملت معظم الولايات، مشيرة إلى أنها تسببت في انهيار كلي أو جزئي، لأكثر من 100 ألف منزل.

معاناة السودان سنويًا

ورغم الاتهامات، التي ترددت عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمجلس السيادي، الذي يتولى حكم السودان حاليًا، بالفشل في مواجهة تداعيات الفيضانات .

إلا أن مراقبين يرون أن ما يعانيه السودان، من تداعيات للفيضانات هذا العام، هو استمرار لمعاناة سنوية من هذه الفيضانات، وانه ناتج عن ترد في البنية التحتية للبلاد، على مدار حكم سنوات سابقة، في عهد الرئيس السوداني السابق عمر حسن البشير، وما شهده من فساد طال كافة مناحي الحياة في البلاد.

موقف العاجز

وبجانب كميات الأمطار الاستثنائية هذا العام، التي وضعت السلطات السودانية في موقف العاجز عن مواجهة الأزمة، بالامكانيات الضعيفة المتاحة.

ويعدد خبراء سودانيون أسبابًا أخرى، أهمها البنية التحتية المتردية للسدود والجسور، التي بنيت خلال العهد السابق، والتي شيدت من وجهة نظرهم بطريقة تقليدية وعشوائية، وهو ما تسبب في انهيارها بعد أن غمرتها المياه.

وتمثل المنازل الطينية، التي يبنيها فقراء السودانيين، على مقربة من مخرات السيول، ومجاري الفيضانات، سببا آخر لتفاقم المعاناة في السودان، من وجهة نظر الخبراء، إذ أنها تنهار سريعا، امام مياه الفيضانات المتدفقة.

ووفقا لتقرير لوكالة رويترز فإن حوالي 3206 منزلا، دمرت بسبب الفيضان في مدينة كسلا شرقي السودان وحدها، كما لحقت أضرارا بنحو 3048 منزلا في الولاية نفسها.

غرق 3 مسنين

توفي 3 مسنين بعد أن ابتلعتهم مياه الفيضانات في منطقة سنجة، وسط السودان ، إذ كان الرجال الثلاثة أعمارهم فوق السبعين عامًا، أحدهم مصاب بشلل جزئي وآخر مكفوف والثالث كان يعاني مرضًا عضالا.

يذكر أن المسنين الثلاثة كانوا يسكنون بشكل دائم مع بضعهم، وبسعر رمزي في وكالة إيواء بسوق المنطقة، حيث ينامون مع عشرات الأشخاص في “عنبر مبني من مواد محلية”، إلا أن جثثهم ظهرت فوق المياه وفي مناطق متفرقه من المنطقة، بعد أن عجزوا على ما يبدو عن الوصول إلى مكان آمن، بسبب معاناتهم الصحية.

ومن جهه اخرى، آعلنت الأرصاد الجوية السودانية ، وحدة الإنذار المبكر، اليوم الأحد عن توقعات بهطول أمطار غزيرة إلى متوسطة مصحوبه بسحب رعدية في أجزاء متفرقة من ولايات السودان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.