الشارع العراقي والانقسامات.. تسمية رئيس الوزراء تشغل الرأي العام
لا زال الشارع العراقي يعاني من الكثير من الانقسامات بعد أن فشلت القوى السياسية في الحصول على مرشح رئاسي لخلافة محمد توفيق علاوي بعد استقالة الأخير في فبراير الماضي على خلفية التظاهرات التي عمت البلاد بعدم رضائها عن تكليف علاوي .
أصوات العقل
وظهرت في الأوساط العراقية العديد من الأصوات التي طالبت بتجنب البلاد المشاكل والعوائق فيما يتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة، لأن هذا من شأنه أن يعمل على تأخير البلاد بشكل أكبر من ما هي عليه الآن .
وطالبت قوى سياسية كبرى في الشارع العراقي كتحالف ( القوى العراقية) بأن تكون الشخصية الجديدة المراد ترشيحها نزيهة ومهنية في المقام الأول .
وهو الأمر الذي وافقته العديد من الكتل السياسية في العراق، لأن الاستقرار السياسي بات أمر لا بد من حدوثه في البلاد بعد الانشقاقات التي حدثت مؤخراً .
رئاسة الوزراء
وأوضح عضو التحالف، صباح الكربولي، في تصريح رسمي لوكالة الأنباء العراقية :”إن موضوع حسم رئاسة الوزراء راجع للقوى الشيعية، وليس للكتل الأخرى لأن هذا المنصب من حصة المكون الشيعي” .
وأضاف أن “المرحلة القادمة تتطلب اختيار رئيس وزراء نزيه وعملي وقوي يستطيع أن يقود البلد في ظل الأزمات الراهنة”، مشيراً إلى أن “تحالفه سيدعم أي مرشح يتصف بالمهنية والنزاهة ولديه تجارب سياسية ناجحة” .
ومن الواضح أن المتحدث باسم التحالف السني، كون الدستور العراقي، يلزم رئيس الجمهورية، برهم صالح، بتسمية رئيس الوزراء من الكتلة المتصدرة لعدد مقاعد البرلمان.
وبذلك، يتنازل أقوى تكتل سني في البرلمان العراقي، لصالح البيت الشيعي في تسمية رئيس الوزراء المرتقب، والممثل أساسا في “تحالف سائرون” بزعامة مقتدى الصدر، القوة الأولى في البرلمان بـ48 نائباً، و”الفتح” بزعامة هادي العامري .
واقع سياسي يفرض نفسه
وقال النائب عن تحالف “القوى العراقية” أحمد المشهداني فيما يتعلق بتفاصيل وخلفية الموقف : إن هدف اتخاذهم لهذا القرار وإعلان إنهم “غير معنيين” بتسمية رئيس الوزراء المقبل، هو “تجاوز الإكراهات التي وقفت في طريق محمد توفيق علاوي والسعي لتجازه خطأ إصراره على تشكيل حكومة مستقلة عن المحاصصة الحزبية” .
وأضاف: “حتى نكون صادقين وصريحين، في العراق واقع سياسي يفرض نفسه قائم على ثلاث كتل: شيعية وسنية وكردية، والكتلة الشيعية هي المتصدرة في البرلمان وبالتالي نحن ندفع في اتجاه ان يقترح البيت الشيعي إسما لرئاسة الوزراء” .
وحول مطالب تسمية اسم مستقل، أوضح المشهداني قائلاً: “الكلام المثار حول ضرورة تسمية اسم مستقل وغير متحزب، هو كلام غير منطقي وسيعيدنا إلى المربع الأول وإلى خطأ علاوي، وبالتالي نحن لا نريد الذهاب بالعراق إلى المجهول لذلك تركنا القوى الشيعية تقترح اسما قويا” .
توافق على الاسم
والأهم في المرحلة الحالية، بحسب النائب “أن يكون هناك توافق على الاسم حتى تسهل مساعدته كرئيس للحكومة في التأليف ونيل الثقة”.
وربط النائب عن “تحالف القوى” تنازلهم عن اقتراح مرشح باسمهم، إلى “الظروف الصحية والاقتصادية الصعبة التي يمر منها العراق”، مشيرا إلى ان الأهم بالنسبة لهم في تحالف القوى حاليا “أن يكون الإسم المقترح وطنيا ونزيها وقادرا على اتخاذ قرارات شجاعة”.
وكان رئيس الحكومة المكلف، محمد توفيق علاوي، قد اعتذر على تشكيل الحكومة، بسبب رفض كتل سنية وكردية منعه الثقة، في جلسة متم فبراير الماضي .