شن الطيران الحربي السوري سلسلة من الغارات الجوية باتجاه آليات ومواقع تابعة لـ “هيئة تحرير الشام” الواجهة الحالية لتنظيم “جبهة النصرة” المحظور في روسيا.
ونقل مراسل “سبوتنيك” في ريف إدلب عن مصدر ميداني أن طائرات الاستطلاع الروسية والطيران الحربي السوري رصدت مدرعات وعربات تابعة لـ “هيئة تحرير الشام” في موقعي (مغارة) و(فركيا) بجبل الزاوية جنوب إدلب، ما استدعى تعاملا سريعا لها عبر الطيران الحربي.
وأضاف المصدر أن الغارات الجوية أسفرت عن تدمير أكثر من 8 آليات بمن فيها، وعددا من الدراجات النارية بمن عليها، بالإضافة إلى النقاط التي كانت تشغلها في المنطقة.
وأكد المصدر الميداني أن المجموعات المسلحة كانت تحاول تعزيز مواقعها القريبة من مناطق انتشار الجيش السوري بغية تنفيذ هجمات في المنطقة.
وتسيطر “هيئة تحرير الشام”، وهو الاسم الأحدث لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي والمحظور في روسيا، مع تشكيلة واسعة من التنظيمات المتحالفة معها، على معظم محافظة إدلب وريفها، بما في ذلك المعابر الدولية والشريط الحدودي شمال غربي سوريا.
ونفذّت القوات السورية اليوم الثلاثاء غارات على تلال كباني، ردا على التفجير الذي ضرب دورية مشتركة روسية – تركية وأوقع إصابات من الطرفين.
وبحسب “سبوتنيك” نفد الطيران الحربي السوري 8 غارات جوية استهدفت مقرات مسلحي تنظيم “جبهة النصرة” محاور بلدات البارة وبنين ومحيط مدينة أريحا بريف إدلب، ومناطق سيطرة مسلحي “الحزب الإسلامي التركستاني” و”جماعة الألبان” على أطراف تلال كباني بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، تزامنا مع رميات مدفعية وصاروخية باتجاه جبل الزاوية والأربعين بريف إدلب الجنوبي.
تاتي هذه الغارات بالتنسيق مع الجانب الروسي الذي حدد مواقع المقاتلين الارهابيين عبر طائرات استطلاع في ريف ادلب.
وقام التحالف الدولي بنفي حدوث غارات في تل الذهب في القامشلي شمال شرق سوريا، واعتبر الرد دفاع عن النفس نتيجة إطلاق نار على دورية تابعة له.
وأوضح بيان التحالف الدولي بأن حادث الإطلاق قيد التحقيق، وزعم أن دورية تابعة له كانت تقوم بجولة أمنية روتينة، وأنها تعرضت لإطلاق نار من أسلحة صغيرة من قبل أفراد متواجدين بالقرب من نقطة التفتيش، وقامت الدورية بالرد على النيران دفاعاً عن النفس، بحسب وكالة سبوتنيك.
احتج التحالف في نفيه تنفيذ غارات في تل الذهب بأنه قام بالدفاع عن النفس، بعد أن قامت وسائل الإعلام بنشر خبر استشهاد جندي من الجيش السوري وإصابة اثنين آخرين نتيجة غارات شنها التحالف بطائرات أمريكية على حاجز للجيش السوري جنوب شرق القامشلي.
وأفادت مصادر عسكرية أن عناصر حاجز الجيش السوري يدعى حاجز رشو، قاموا باعتراض قافلة لجيش الاحتلال الأمريكي مكونة من أربع مدرعات قادمة من بلدة تل براك التي تسيطر عليها قوات تنظيم قسد.
قام عناصر دورية الاحتلال الأمريكي بإطلاق النار على عناصر الحاجز على خلفية منعهم لهم من العبور، إطلاق النار أسفر عن استشهاد جندي سوري وإصابة اثنين آخرين، وتلى الاشتباك بعد نصف ساعة تقريباً غارات بمروحيتين أمريكيتين على عناصر الحاجز.
نوَّه بيان التحالف إلى عدم وجود إصابات بين عناصره وأن التحقيق جاري في الحادثة.
بينما أكدت مصادر أهلية وجود إصابات بليغة في صفوف الجنود الأمريكيين خلال الاشتباكات مع عناصر حاجز اسمه (رشو) التابع للجيش السوري.
اللافت في الأمر أن الجيش السوري كان دائماً يعمل على منع عبور الدوريات الأمريكية عبر حواجزه في ريف القامشلي، ولكن هذه المرة كان الرد الأمريكي يحمل تصعيد كبير وأسفر عن مقتل جندي وجرح أخرين من الجانب السوري.
يشهد الشمال السوري توتر كبير إثر تمادي قوات الاحتلال الأمريكي في إقامة قواعد غير شرعية له لتضمن له حرية التحرك والتنقل بين البلدات السورية وضمنها.
قام الأهالي في العديد من قرى الحسكة بالتصدي للتعديات الأمريكية، حيث قامت العشائر بالتكاتف في وجه التعنت الأمريكي وهمجية ميليشيات قسد، وطردوا المسلحين من أراضيهم، كما بدأت عشيرة العكيدات السورية بحملة إقامة بنية عسكرية وسياسية لأبناء القبائل والعشائر العربية في سوريا.
يُذكر أن ميليشيات قسد المدعومة من قبل الأمريكين قامت بسلسلة اغتيالات طالت وجهاء العشائر والقبائل في المنطقة واعتقلت منهم الكثير، وسيطرت على حقول النفط في المنطقة، الأمر الذي استدعى تحالف من كافة القبائل والعشائر السورية لطرد المسلحين واستعادة أبنائهم من السجون وحماية مناطقهم من تدخلات أمريكا وميليشيات قسد.
