العشائر السورية تتصدر المشهد العسكري.. وتهميش متواصل من الأنظمة المتعاقبة

جانب من العشائر السوية المصدر البلاد
0

تسعى العديد من الأطراف السياسية في سوريا إلى وقف التصعيد الشعبي المتصاعد في ريف دير الزور الشرقي الخاضع لسيطرة ” قوات سوريا الديموقراطية” .

قوة بشرية

ومن المتعارف فإن منطقة شرق الفرات تجعل من العشائر السورية قوة بشرية هائلة يصعب التغلب عليها، فضلاً عن الدور الاجتماعي والسياسي الذي لا يزال يؤديه شيوخها، كما أن ولاءاتها انقسمت خلال سنوات الثورة ما بين النظام السوري والمعارضة .

وكان شيخ قبيلة العقيدات في دير الزور إبراهيم خليل عبود الهفل والتي تُعتبر من أكبر العشائر السورية العربية في هذا الريف قد تمت محاولة اغتياله في الأيام الماضية، ولكنه نجا وتم قتل أحد وجهائها، لتتحرك مجمل القبائل والعشائر في منطقة شرق نهر الفرات، مع تنامي الشعور بمحاولات جديدة لتهميش العرب وإقصائهم عن رسم مستقبلهم في سوريا .

وفي ظل الوقت الذي يتحيّن فيه النظام السوري وإيران الفرص للانقضاض على المنطقة برمتها، بات الأمر يشكل تهديداً جدياً على الوجود العربي للقبائل برمّتها في شرق سوريا .

تحديات كبيرة

ومن المتعارف عليه فإنه لم يسبق أن واجهت العشائر العربية في شرق وشمال شرقي سوريا تحديات تكاد تلامس بنيتها المتماسكة كما تواجه اليوم، خاصة من قبل قوة كالنظام والقوات الإيرانية المختلفة المنتشرة في سويا، حيث مضى النظام والإيرانيون شوطاً في مسعى لتغيير هوية هذه العشائر في الجزء الذي يسيطرون عليه، خصوصاً في محافظة دير الزور .

وشهد هذا الجزء تحديداً وفي ظل الضغوطات المتزايدة عليهم نزوح وهجرة تعتبر الاكبر في تاريخ القبال العربية في سوريا عموماً .

وفي ظل اتهام المعارضة لمشروع “قسد” بأنه مشروع انفصالي، هدفه إنشاء إقليم ذي صبغة كردية في منطقة يشكل العرب غالبية سكانها، تحاول قسد الدفع بالعشائر للانخراط في مشروعها في شرق نهر الفرات .

تهميش متعمد

وطال التهميش العديد من الفئات التي تتبع للعشائر السورية وتحديداً أولئك الذين يعملون في مهن الزراعة أو تربية المواشي، كما أن الأقصاء من الأنظمة المتعاقبة على حكم البلاد منذ الاستقلال في العام 1946 للعشائر لم تشهد المنطقة أي تنمية اقتصادية، ما دفع عدداً كبيراً من أبنائها إلى العمل في بلدان الخليج العربي، وذلك بالرغم من أن المنطقة تعتبر هي الأكثر غنى في سوريا عموماً .

ويعرف عن منطقة شرق الفرات وضواحيها عموماً بأنه يتواجد فيها تداخل قبلي وعشائري يمتد إلى العراق ودول الخليج، كما أن القبيلة الواحدة ينتشر أفرادها في عدة دول عربية، خصوصاً الكبيرة، التي يصل عدد المنتمين لبعضها إلى عدة ملايين .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.