العراق .. عراقيل أمام ولادة الحكومة الجديدة
تمضي وتيرة الأحداث السياسية في العراق بصورة مبهمة أمام جميع، ففي الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء الملكلف، محمد توفيق علاوي، قرب إعلان الحكومة الجديدة جاءت الرياح مخالفة تمامًا لبزوغ فجر حكومة علاوي.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي المكلف، محمد توفيق علاوي، أمس الأحد، اعتذاره عن تشكيل الحكومة الجديدة ، فيما قال رئيس الجمهورية برهم صالح إنه سيبدأ مشاورات لتشكيل الحكومة خلال 15 يومًا.
وبذلك عادت من جديد ضبابية الأوضاع تسود الواقع السياسي العراقي، لتطغى العديد من علامات الاستفهام على ما ستؤول إليه الأوضاع.
مطب آخر
وبحسب موقع (DW) العربي، فإن الأزمة السياسية في العراق تسير من مطب إلى آخر، فبعد إعلان محمد توفيق علاوي اعتذاره عن تشكيل الحكومة، جاء الدور هذه المرة على عادل عبد المهدي، رئيس حكومة تصريف الأعمال، الذي هدّد باللجوء إلى المادة 81 من الدستور.
بدوره أعلن رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي في بيان، اليوم الإثنين، أنه سينسحب من دوره كرئيس للوزراء في حكومة تصريف الأعمال ولن يقوم بمعظم مهامه الرسمية، مشيرًا إلى أنه سيلجأ إلى “الغياب الطوعي” عن حضور جلسات الحكومة.
استقالة علاوي
وجاءت استقالة علاوي عن تشكيل الحكومة الجديدة بعد أن أرجأ البرلمان العراقي مجددًا جلسة للموافقة على حكومة رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، يوم أمس الأحد، لعدم اكتمال النصاب القانوني.
وكان النواب العراقيون قد أخفقوا يوم الخميس في الاتفاق بشأن حكومة جديدة، مما زاد من حالة الجمود في البلاد، وعطّل محاولات لإنهاء اضطرابات لم يسبق لها مثيل.
وتعد هذه هي المرة الثانية التي يؤجل فيها البرلمان جلسته للتصديق على الحكومة الجديدة التي اقترحها علاوي خلال أسبوع، بسبب عدم اكتمال النصاب، بعد أن قاطع الجلسة نواب يعارضون ترشيحاته.
وبحسب ما أعلنت وكالة الأنباء العراقية فإن الرئيس برهم صالح أعلن نيته عن البدء في مشاورات لاختيار مرشح بديل لرئيس الحكومة المنسحب خلال 15 يوماً .
وشهد مجلس النواب العراقي أمس “الأحد”انقساماً واضحاً بين البرلمانيين الذين يمثلون الأقلية السنية، والذين أعلنوا نيتهم مقاطعة جلسة منح الثقة إلى الحكومة الجديدة ، في حين لم يتخذ النواب الأكراد موقفاً واضحاً، مقابل تمسك معظم النواب الشيعة الذين يشكلون غالبية في البرلمان بتلك الحكومة .
وكان من المقرر أن تنتهي اليوم الإثنين المهلة الدستورية الممنوحة لعلاوي للحصول على موافقة مجلس النواب على تشكيلة حكومته.
وبموجب الدستور، إذا لم يتمكن رئيس الوزراء المكلف بالحصول على إقرار مجلس النواب لحكومته، يتم تكليف شخصية أخرى بتشكيل حكومة جديدة.
ضغوطات الشارع
وحتى الآن لا يزال العراق بدون حكومة منذ استقالة، عادل عبد المهدي، سلف علاوي تحت ضغط من الشارع قبل شهرين. في حين لا تزال التظاهرات العراقية مستمرة وإن بوتيرة أقل للمطالبة بحكومة مستقلة بعيدة عن محاصصة الأحزاب في البلاد، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تقود البلاد إلى بر الأمان .
المنطقة الخضراء
وصباح اليوم الإثنين، قامت قوات الأمن العراقية، بإغلاق المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد، والتي تضم البعثات الدبلوماسية الأجنبية في البلاد .
وأكد مصدر أمني في قيادة شرطة بغداد ، أن “القوات الأمنية أغلقت اليوم المنطقة الخضراء أمام دخول المدنيين، واقتصر الدخول على حملة الهويات التعريفية الخاصة بالمنطقة” .
وأشار المصدر أن “قوات الأمن أغلقت أيضا جسر السنك القريب من ساحة الخلاني والمؤدي إلى المنطقة الخضراء”، مشيرا إلى أن “قوات إضافية تم استقدامها إلى المنطقة تحسبا لأي طارئ”.