انتخابات الولايات المتحدة الأمريكية وعلاقتها بالشرق الأوسط
الناظر للوضع العام في الشرق الأوسط يجد أن للولايات المتحدة الأمريكية دور كبير عبر سياساتها الخارجية في ما يدور داخلياً في البلدان العربية وذلك في إطار التوسع السياسي والفكري الذي تتبناه أمريكا في البلدان العربية .
علاقات متينة لترمب مع العرب
ويعمل دونالد ترمب منذ تعيينه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية على كسب ود العرب لا سيما وأن لأمريكا مصالح استراتيجية على المدى البعيد في الشرق الأوسط، وتقرب ترمب بشكل كبير من الرؤساء العرب وعمل على تقريب وجهات النظر وتبادل المنافع التجارية والاقتصادية بين أمريكا والدول العربية .
ويعلم القاصي والداني بأن علاقات أمريكا جيدة للغاية مع الكثير من بلدان العالم العربي ولعل أبرز هذه البلدان هي المملكة العربية السعودية مصر وتركيا وقطر بجانب الإمارات .
ولعل السياسات المتضاربة لهذه البلدان العربية يجعل منها لقمة سائغة في فم السياسات الأمريكية والتعامل معها وفق ما يقتضى الحال فيما يتعلق بالمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط وفي هذه البلدان العربية على وجه التحديد.
نظرة عامة
وبعد مرور أربع سنوات على مشاهدة العالم وما قام به دونالد ترمب من نشاطات وفعاليات ليصبح مرشحاً جمهورياً، يقرر الأمريكيون مرة أخرى من هو المرشح إلى البيت الأبيض .
وسيتم اختيار المرشحين من خلال سلسلة من الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية في كل ولاية وأرض تابعة للولايات المتحدة، وبدأت الانتخابات فعلياً أمس الإثنين في ولاية آيوا في 3 فبراير/ 2020 وتنتهي في بورتوريكو في أوائل يونيو المقبل .
وليس من المستغرب أن المرشح الجمهوري هو دونالد ترامب ثانية، على الرغم من وجود منافسَين أثنين له، إلا أنه يتمتع بشعبية كبيرة بين الجمهوريين، ويتقدمهما بشكل واضح، لذلك فإن الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي هي الوحيدة التي تستحق المتابعة .
ويرى العديد من الخبراء في العالم العربي بأن ترشيح ترمب سوف يدعم بقاء العديد من رؤوساء الدول العربية في مقاعدهم لا سيما الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية الذي يعتبر الفتى المدلل لترمب في الشرق الأوسط، لذلك نجد أن الكثير من التيارات السياسية العربية تدعم بقاء دونالد ترمب رئيساً لولاية ثانية في الولايات المتحدة الأمريكية .
اتهامات بتدخل روسي لمساعدة ترمب
وبدورها تملك روسيا مصالح كبرى في الشرق الأوسط لذلك ترى بأن فوز ترمب في الانتخابات الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية يعني فوزها بشكل أو بآخر، ونفت الحكومة الروسية بدورها الاتهامات التي نسبت لها في أنها تسعى لمساعدة الرئيس دونالد ترامب للفوز بفترة ثانية في الانتخابات الأمريكية الرئيسية المقبلة في نوفمبر الثاني المقبل .
وأوضح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بسكوف، الاتهامات الأمريكية لبلاده بأنها مبنية على معلومات ناجمة عن جنون الارتياب، مرجحا أن تتزايد هذه الاتهامات مع اقتراب موعد الانتخابات. وقال بسكوف إن الاتهامات عارية تماما عن الصحة .
وكانت أجهزة استخباراتية أمريكية حذرت في وقت سابق من أن روسيا تحاول مساعدة ترامب في إعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة .
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين أمريكيين بحسب ما أورد ” بي بي سي” القول إن التحذيرات وردت في إحاطة سرية قُدّمت إلى لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي في 13 فبراير الجاري.
وأفادت تقارير بأن الرئيس ترامب استشاط غضبا، وشكا من إمكانية استخدام الديمقراطيين تلك المعلومات ضده .