بعد السيطرة على الجوف .. الحوثيون على مشارف مأرب

جانل من القوات الحوثية في صنعاء / Al Bawaba
0

أعلنت جماعة أنصار الله أنها استولت على عدة مناطق في مأرب وأن قواتها تقف على أبواب عاصمة المحافظة في انتظار التعليمات باقتحام المدينة بعد أن تم سحب قوات الشرعية والتحالف من أجزاء كبيرة منها.

ويبدو أن الصراع بين الشرعية والانتقالي وتعدد ولاءات قوات المقاومة الجنوبية وفشل اتفاق الرياض سيكون داعمًا ومساعدًا لتمهيد الطريق لسقوط مأرب كما سقطت الجوف منذ أيام قليلة.

ويرى مراقبون أن فقدان الشرعية لمأرب ربما ينهي تواجد قوات حزب الإصلاح ومراكز الشرعية، عندها ستكون الحرب بين “أنصار الله” من جانب، التحالف والانتقالي من الجانب الآخر… فماذا ستفعل الشرعية والتحالف إذا دخل أنصار الله إلى مأرب؟

مأرب هدف الحوثيون

قال عبد العزيز قاسم القيادي بالحراك الجنوبي اليمني، إن قوات “الحوثيين” باتت على بعد 3 كيلومتر من عاصمة محافظة مأرب، وأن هناك أنباء تتحدث عن قيام قوات الشرعية بنقل وزارة الدفاع اليمنية إلى محافظة شبوة، الأمر الذي يشير إلى أن هناك أمور تجري وأن الحوثيين سيدخلون مأرب وبذلك تكون كل المحافظات التي كانت تابعة للشمال قبل العام 1990 باتت تحت سيطرتهم بالكامل.

تغييرات على الأرض

وأشار القيادي الجنوبي إلى أن الحوثيون سوف يكتفون بمحافظة مأرب في الوقت الراهن ولن يتقدموا نحو المحافظات الجنوبية، وربما ستكون هناك اتفاقات سياسية جديدة ورؤية مختلفة للحل بعد كل تلك التطورات والتغييرات على الأرض.

وأوضح قاسم وفقًا لوكالة (سبوتنك) للأنباء أن الأوضاع الحالية والخلافات الدائرة بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي بالقطع سيكون لها دور في رسم السياسات القادمة لأي مفاوضات للحل.

مأرب أكبر مديرية

ومن جانبه قال العميد ثابت حسين الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، مأرب هي إحدى محافظات الجمهورية اليمنية، وتقع إلى الشمال الشرقي من العاصمة صنعاء، وتبعد عنها بحدود (173) كيلو متراً، ويشكل سكان المحافظة ما نسبته (1.2%) من إجمالي سكان الجمهورية، وعدد مديرياتها (14) مديرية، ومدينة مأرب هي مركز المحافظة.

وتابع الخبير الاستراتيجي، تتصل المحافظة بالجوف من الشمال، محافظتي شبوة والبيضاء من الجنوب، محافظتي حضرموت وشبوة من الشرق، محافظة صنعاء من الغرب، وتبلغ مساحة المحافظة حوالي (17405)كم2، تتوزع في (14) مديرية وتعتبر مديرية مأرب أكبر مديرية في المحافظة من حيث المساحة.

صراع النفط والغاز

وأكد حسين أن “مأرب هي المحافظة الشمالية الوحيدة -ليس كلها- التي تخضع لسلطة الشرعية ممثلة بالمحافظ سلطان العرادة، وهو شيخ قبلي قوي في مأرب، وهناك تتواجد قيادة ما يسمى بالجيش الوطني ووزارة الدفاع “الشرعية”، لكن يمكن القول إن هذه المحافظة ظلت تحت أعين الحوثيين من خلال تواجدهم المباشر في صرواح “حوالي 60 كم من مأرب المدينة” وبشكل غير مباشر من خلال القوى الموالية سياسيًا وطائفيًا، وظلت تزويدهم بالنفط والغاز.

منعطف حرج

وأبدى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث تخوّفه من التدهور الجديد، حيث أوضح أن اليمن “يمر بمنعطف حرج” وتصعيد يمكن أن يؤدي إلى “صراعات في محافظات أخرى، ويجُر البلد إلى دائرة جديدة وغير مسؤولة من العنف”.

ومن المرجح أن غريفيث قد فشل في إقناع الحوثيين بخفض التصعيد وعدم اجتياح مأرب. فعلى الرغم من وصفه للقاء الذي جمعه بزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بـ”البنّاء”، إلا أن المبررات التي ساقها قادة موالون للحوثي، ينحدرون من مأرب، تؤكد أنهم ماضون لاجتياحها، بهدف وضع اليد على منابع النفط والغاز والتحكّم بمحطة مأرب الغازية في منطقة صافر فقط، من دون الدخول إلى مركز مدينة مأرب .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.