بعد هجوم القوات الأمريكية في العراق.. تصعيد متوقع يلوح في الأفق

جانب من آثار الضربات الجوية الأميركية على موقع لجماعة «حزب الله» العراقي في محافظة بابل (أ.ف.ب)
0

بعد أن شنت القوات الأمريكية هجوماً على مواقع عراقية الليلية الماضية، علت أصوات الاحتجاج من قبل الحكومة العراقية ممثلة في الرئيس عادل عبد المهدي .

وكانت القوات الأمريكية قد شنت هجوماً بطائرات بطيارين على مواقع تتبع لحزب الله العراقي التي تدعمها إيران، وذلك على خلفية هجوم صاروخي نفذته القوات التي تتبع لحزب الله في اليوم السابق وأسفر عن مقتل جنديين أمريكيين وعسكري بريطاني، كما تم إصابة ما لا يقل عن 14 من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية .

تصعيد أمني مرتقب

وقامت وزارة الخارجية العراقية بتسلم السفير الأميركي لديها يوم (الجمعة) مذكرة احتجاج على الضربات الجوية التي شنتّها قوات بلاده على مواقع عراقية .

ولا شك أن الضربات الأميركية الجديدة في العراق، تفتح على معسكرات ومواقع متقدمة للفصائل المسلحة، الباب مجدداً أمام تصعيد أمني آخر قد لا يكون محدوداً هذه المرة ويفتقد لصفة السيطرة عليه .

ومن المعروف فإن ضعف ومحدودية صلاحيات حكومة تصريف الأعمال الحالية لن يكون عائقاً حقيقياً أمام تقدم هذه القوات، كما أن تعثر تشكيل حكومة جديدة، وتغول نفوذ القوات في الدولة العراقية، وغياب الضابط والمنسق الأول لعملها يعمل على إضعاف الحكومة الحالية بشكل أكبر .

وطبيعة العلاقة فيما بين هذه الفصائل المختلفة يغلب عليها التنافس على النفوذ في المقام الأول، بجانب اتساع الخلافات منذ قتل القوات الأميركية لزعيم “فيلق القدس” قاسم سليماني .

وكانت العراق قد تلقت إخطاراً من القيادة الأميركية الوسطى في المنطقة قبل نحو ساعتين من الغارات التي نفذتها مقاتلات أميركية على خمسة مواقع متفرقة لفصائل عراقية مسلحة مرتبطة بإيران، فجر الجمعة.

وكانت حكومة عادل عبد المهدي قد رفضت التبليغ، وحذرت من مغبته متعهدة بتقديم المتورطين بقصف قاعدة التاجي للقضاء، لم يحدد المواقع التي تخطط الولايات المتحدة لاستهدافها، رداً على قصف قاعدة التاجي العسكرية، شمالي بغداد .

ومن الواضح فإنه سوف تتم مهاجمة مصالح أميركية في أي وقت وبطريقة الاستهداف نفسها التي تعرضت لها قاعدة التاجي، أي عبر صواريخ “الكاتيوشا”.

مقتدى الصدر يدعوا إلى ضبط النفس

موقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر كان مختلفاً، إذ دعا، في تغريدة، إلى “ضبط النفس، وتجنيب العراق التوترات والصراعات”. وقال “نحن لسنا دعاة سلم مع المحتل، إلا أننا نراعي الظروف المحيطة بالشعب العراقي” .

واعتبر قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي في واشنطن، في مؤتمر صحافي، أن التهديد الذي تمثله إيران لا يزال كبيراً، وذلك على الرغم من تعبيره عن اعتقاده بأن الضربات الأميركية، التي استهدفت خمسة مواقع، ستردع “الهجمات المستقبلية المماثلة”، وذلك في إشارة إلى الهجوم الصاروخي على قاعدة التاجي.

وأضاف “أعتقد أن التهديد لا يزال مرتفعاً بشدة، وأرى أن التوتر لم ينخفض في الواقع”. وأشار إلى أنه “بعد مقتل سليماني أصبح من الأصعب على إيران اتخاذ قرارات وإصدار توجيهات الحرب بالوكالة” .

تعليق إيران

وعلّقت وزارة الخارجية الإيرانية على اتهام الرئيس الأميركي دونالد ترامب لطهران بدعم مجموعات نفذت الهجمات على قاعدة التاجي، بوصفه “هروباً إلى الأمام”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، في بيان، إن “أميركا لا يمكنها إلقاء مسؤولية تبعات حضورها غير الشرعي في العراق وردة فعل أهاليه على اغتيال قادة ومقاتلين عراقيين على الآخرين”، معتبراً أن ذلك “هروب إلى الأمام”.

ودعا الرئيس الأميركي إلى “إعادة النظر بشكل أساسي في حضور وسلوك القوات الأميركية في المنطقة، وتجنب تصرفات خطيرة ورمي اتهامات واهية ونشر فيروس الإسقاط”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.