بيروت المنكوبة .. مواطنون بلا مأوى ومبادرات مجتمعية تخفف الفاجعة

لبناني تهدم منزله جلس في الشارع قرب حاجياته \ news world
1

تقدر السلطات اللبنانية عدد الأشخاص الذين باتوا مشردين بلا مأوى بنحو 300 ألف شخص منهم 12% من سكان بيروت المنكوبة جراء الانفجار الذي ضرب مرفأها الثلاثاء الماضي.

 وخلف الانفجار دمارًا كبيرًا لحق بأكثر من نصف مساحة العاصمة بيروت مما جعل كثير من الأسر تفترش الأرض وتلتحف السماء بعد تهدم منازلهم.

ووفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسيف، فإن 100 ألف طفل حاليًا يسكنون العراء.

عدم تحرك السلطات

وبحسب موقع (اندبندنت عربية) فإن السلطات اللبنانية تواجه حاليًا انتقادات لاذعة جراء عدم تحركها لمساعدة الأسر المنكوبة في العاصمة بيروت ومحيطها، الأمر الذي حدا بالمواطنين العاديين بتولي المسؤولية ومساعدة المتضررين.

حيث عادت بعض الأسر إلى منازلها المهدمة أو قامت بالانتقال إلى بيوت أخرى، ولكن أسر أخرى لم تملك أي خيار سوى المبيت في العراء.

مبادرة بيوتنا مفتوحة

وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي وسمًا عبر الشبكات الاجتماعية (#بيوتنا_مفتوحة) من أجل تقديم المساعدة، وبالفعل وجد تفاعلًا كبيرًا بعرض غرف إضافية في المنازل، أو شقق خالية، أو مدارس، أو حتى أديرة من أجل استقبال من هم بحاجة لمكان يؤويهم.

وعقب ساعات من الانفجار التي قضى على أحياء بأكملها من بيروت، قام وجيه شباط بعرض فندقه الواقع في مدينة بشري شمال شرق العاصمة، كمأوى للأسر التي باتت مشردة، ليحذو آخرين حذوه.

وعبر الوسم المنتشر في الشبكات الاجتماعية قام مشاركون بدفع تكاليف نقل تلك الأسر المشردة وحاجياتهم إلى مأواهم الموقت.

مأساة أسرة سورية

وتعرض  منزل عائلة كيشيشوغليان السورية إلى الدمار لتضطر إلى الرحيل، وبدء حياة جديدة مرة أخرى، حيث عصف الانفجار الذي ضرب المرفأ بمنزلهم واقتلع النوافذ والأبواب، وتشققت جدران المبنى المتهالك للأسرة السورية المكونة من أحد عشر فردًا.

وتقول آليس كيشيشوغليان البالغة من العمر 39 عاماً، الأم لثلاثة أطفال، فيما تبكي ابنة أحد إخوتها بصمت في الخلف “نخشى النوم هنا”.  “كل الأطفال خائفون، لكننا لا نعلم أين نذهب”.

مبادرة بيتك بيتنا

مبادرة بيتك بيتنا بدأت في بيروت خلال جائحة كورونا بهدف إسكان الاطباء والعاملين في القطاع الطبي، وبدأت بعد الانفجار بإجراء عملية التنسيق والجمع بين المشردين وأماكن الإيواء.

وتكشف ميليسا فتح الله، وهي مسعفة معتمدة في الصليب الأحمر، وإحدى الناشطات في هذه المبادرة، عن قيامهم بإيواء 20 عائلة منذ وقوع الانفجار، مؤكدة على فشل الحكومة في التحرك ومساعدة المتضررين.

أكثر شوارع بيروت دمارًا

وفي الشارع الذي يعتبر الأكثر دمارًا في العاصمة بيروت المنكوبة يبدو واضحًا غياب الدولة، ما عدا عناصر محدودة من القوات الأمنية، ولكن من يعمل على إزالة الركام من الشوارع هم المواطنون، والمنظمات غير الحكومية، وأفراد ناشطين بالإضافة إلى وكالات إغاثة.

وتؤكد المتطوعة هبة الحكيم، بأنهم يعملون على تسجيل تفاصيل الأضرار والدمار التي تلحق بكل منزل عن طريق عمل استبيانات.

وتقول الحكيم وهي تدون تفاصيل دمار تعرض له إحدى المنازل: “نحن نوثق الأضرار التي لحقت بهم بالتحديد، ونفصل حاجاتهم، أي على سبيل المثال مكان للإقامة، أو طعام أو ماء كي نستطيع رفعها إلى مجلس البلدية المحلي”.

مطالب بالتعويض

بدوره يقول كاتب العدل المحلي السبعيني بشارة غلام إن منزله ومكتبه بلغ الدمار فيهما درجة كبيرة، وسوف يقوم بجمع كل الوثائق الضرورية حتى يقدمها للسلطات مطالبًا بتعويضات. ويؤكد بأنه سيلعب دور الوسيط بين المواطنين المتضررين والدولة، وأن في الحي الذي يقطن فيه قتل 12 شخص وأصيب 90 آخرون، كما قاموا بانتشال سيدة من تحت الانقاض يوم أمس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.