تعرف على قصة بئر هداج أقدم بئر في الجزيرة العربية
يعتبر بئر هداج الواقع في محافظة تيماء شمال غرب المملكة العربية السعودية واحد من أشهر الآبار الطبيعية التي عرفها سكان الجزيرة العربية منذ القدم.
حيث ظلت هذه البئر واقفة منذ إنشائها مع منتصف القرن السادس من الألف الأول قبل الميلاد، وتكتسيها العديد من القصص والأحداث التي يرويها سكان مدينة تيماء عبر العصور المتعاقبة.
وبحسب موقع قناة (العربية) تبلغ مساحة فوهة البئر 65 مترًا، وتمتد لعمق يصل إلى 11 أو 12 مترًا، وتمت بنايتها بالحجارة المصقولة، كما تتميز بتواجد أشجار النخيل من كل اتجاهاتها الأربع، وقدمت خدمة سقي المزراع المتواجدة حول المدينة، كما أنها تسقي مائة رأس إبل في وقت واحد.
معلم أثري
ويعتبر سكان محافظة تيماء، هذه البئر ضمن المعالم الأثرية والتاريخية التي تتميز بها المملكة العربية السعودية، ويستمر عطائها حتى يومنا هذا.
ودائما ما يسجل السياح من داخل المملكة وخارجها الزيارة لأحد أهم المعالم التاريخية المتواجدة في شبه الجزيرة العربية.
ترميم البئر
وأصدر أمير منطقة تبوك، الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز، توجيهًا بضرورة ترميم البئر حتى ترجع لنفس الحالة التي كانت عليها في السابق.
مشيرًا إلى أهمية أن تكون بئر هداج أحد أهم المعالم السياحية ليس في المملكة وحسب وإنما في الجزيرة العربية ككل، وبالفعل تم تنفيذ توجيها أمير تبوك، حيث أعيد ترميمها لتعود لوضعها الطبيعي السابق، كما تم بناء سياج من الحديد من حولها لمنع التعد ورمي مخلفات داخلها.
إله الماء
يوضح خبير الآثار السعودي د. عبد الرحمن الأنصاري، أن سبب التسمية بهذا السم “بئر هداج” ترجع إلى الصلة الموجودة ف لفظ “هداج” وبين اسم “هددو” أو “أدد” وهو إله الماء عند الساميين وتحديدًا الآراميين سكان منطقة تيماء عند بداية الألف سنة قبل الميلاد، مشيرًا إلى أن ذلك يعتبر الرأي الأكثر ترجيحًا لدى علماء الآثار.
حيث ذكر اسم بئر هداج في القصائد الشعرية العربية كثيرًا، وهنا يقول بفخر عن البئر، شعر السموءل بن عاديات حاكم تيماء في القرن الخامس الميلادي: “بنى لي عاديًا حصناً حصيناً وماء كلما شئت استقيت”.
البئر مهدد بالجفاف
إلى ذلك، تقول صحيفة (الوطن) السعودية، أن الجفاف هدد في السنوات الماضية البئر، ولاحظ الأهالي وعلماء الآثار التذبذب الواضح في مستوى ماء البئر، جراء حفر المزارعين على الجوار عددًا من الآبار الارتوازية في المزارع بعدما انخفض منسوب المياه فيها بصورة ملحوظة.
وشهد أسوأ حالاته عندما أقدم أصحاب الأملاك المجاورة بإنشاء مشاريع جديدة، أدت إلى طمر أماكن ورود وتصدير الجِمال والسواني، وأدخل إليها عناصر بنائية غير مماثلة لما هو مستخدم في بنائها، الأمر الذي أضر بالبئر كثيرا.
وهو الأمر الذي أدى لتدخل أمير منطقة تبوك لترميم البئر بتمويل منه، وتشاركت بلدية تيماء رفقة أهالي المنطقة وشعبة آثار تيماء، في عملية إعادة البئ إلى سيرتها الاولى، وتم رصف الحواف حول البئر بصورة متقنة، كما كان السياج الحديدي مانعًا لك متعدٍ يرمي أي مخلفات فيها.