تفتيح لون بشرة الفتيات السودانيات .. “الطبيعي أحلى” والممنوع مرغوب

فتيات سودانيات في حملة المحافظة على البشرة \ Ola Diab
0

تفتيح لون بشرة الكثير من الفتيات السودانيات بات هاجسًا بالنسبة إليهن في سعيهن للحصول على بشرة بيضاء “تسر الناظرين” حسب معتقداتهن.

ومن الملاحظ أن أماكن بيع مستحضرات تفتيح لون بشرة النساء في الخرطوم تقف فيها صفوف طويلة أملًا في الحصول على منتج يفي بالغرض.

ورغمًا عن تميز الشعب السوداني ببشرة متدرجة السمارة، نجد عدد من الشابات، وأحيانًا الشباب، يسعون للحصول على مستحضرات تجميل خاصة بتفتيح لون البشرة.

في الوقت الذي يطلق فيه ناشطون مجتمعيون دعوات هدفها محاربة تلك الظاهرة، التي تخلف أضرار سالبة سواءًا كانت جسدية أو نفسية.

حملة أطلقها فتيات سودانيات لتعزيز مفهوم البشرة الطبيعية

حملة تجوب الخرطوم

أطلق المصور الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي أحمد عبد الرحمن، حملة تجوب أرجاء الخرطوم، هدفها المحافظة على صحة بشرة الفتيات السودانيات، وجعلها طبيعية خصوصاً البشرة السمراء، وكل الدرجات اللونية الداكنة بالإضافة للمحافظة على السحنة والهوية السودانية ونبذ العنصرية.

ويقول عبد الرحمن، إن هدف الحملة هو التأثير على الفتيات منذ الصفولة، سيما لتعرضهن لمحتوى تقدمه القنوات التلفزيونية يعكس وجهة نظر أن اللون الأبيض هو اللون المرغوب والجميل، وفقًا لموقع  (اندبندنت عربية).

ويضيف عبد الرحمن: “في المرحلة الجامعية تبدأ الفتاة في التنقيب والبحث عن وسائل لتفتيح البشرة، فتبدأ باستعمال النافع والضار من المستحضرات التي تفتح بشرتها، بعض هذه المواد يحتوي على نسبة عالية من الزئبق الضار ما يسبب مشاكل صحية. رحلة البحث عن لون أبيض محفوفة بالأضرار النفسية والمادية والجسدية”.

دوافع الفتيات

عن الأسباب التي تجعل الفتاة تلجأ لتفتيح لون بشرتها يقول عبد الرحمن “الترويج العالي للون الأبيض على أنه أفضل من الدرجات اللونية الداكنة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وبعض المؤسسات التي تفضل ذوات اللون الفاتح على الداكن في الاختيار، بغض النظر عن الخبرات والدرجات العلمية والكفاءة، وعدم الثقة بالنفس كلها أسباب تجعل الفتيات يسعين لتغيير لون بشرتهنّ، والمؤسف أن الفتيات يعلمن مخاطر المستحضرات التي تعمل على تفتيح لون البشرة”.

الحملة نزلت إلى الشارع وعملت على نشر التوعية من طريق عرض قصص ومواد بصرية تحتفي بكل الدرجات اللونية الداكنة، إعلان متجول انطلق من الخرطوم، وطاف أم درمان، وبحري، والحصاحيصا في ولاية الجزيرة، والنتيجة كانت استجابة كبيرة للحملة منذ انطلاقها في اليوم الأول، إذ وصل عدد المتابعين الآن أكثر من 60 ألف متابع ومتابعة.

اعتراضات

حالها حال كثير من الحملات، تعرض تلك الحملة لانتقادات من أشخاص يعتقدون أن المشاكل في السودان أكبر بكثير من ذلك، ومن الأفضل أن يستثمر هذا الجهد في جوانب أخرى لها أهمية أكبر.

وترى الموظفة الحكومية أريج محمد، أن دوافع تفتيح لون بشرة الفتيات تعود إلى المجتمع بشكل كبير، وذلك لكونه يضع ضغوطات على الفتيات منذ الطفولة، بترويجه أن اللون الأبيض هو الأكثر جمالًا، مما يجعلها تسعى للحصول على هذا الجمال بأي طريقة كانت.

وتضيف: “لذلك يجب أن تكون التوعية للمجتمع، وللأهل، لأن التوعية إذا وُجهت للفتيات فقط وأقلعن عن استعمال المستحضرات المبيضة، سيجدن أن المجتمع سيواصل ضغوطاته، حتى لو لم تتم بصورة مباشرة”.

الرجال يشاركن الفتيات

هذه الظاهرة لم تقتصر على الفتيات فقط، حيث يتواجد عدد من الشباب يستخدمون مستحضرات التجميل لتفتيح لون البشرة، بالحصول عليها من محلات البيع، أو زيارة عيادات التجميل.

حيث صرح فنان سوداني خلال استضافة تلفزيونية أثارت جدلًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي بأنه يستخدم حقن تفتيح البشرة، أو ما يعرف عند السودانيين بـ”الفسخ” بكسر السين، مشيرًا إلى أنه دفع مبلغ ستة آلاف دولار من أجل الحصول على هذه الحقن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.