زعيم كوريا الشمالية بين الحياة والموت .. سيناريوهات محتمله حال رحيله
كان آخر ظهور علني لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ حينما ترأس اجتماع المكتب السياسي لحزب العمال الحاكم خلال الأسبوع الماضي، وبعدها بأربعة أيام غاب عن حضور مناسبة عيد ميلاد جده في ظل تواتر أنباء عن تدهو حالته الصحية جراء إجراءه عمليه جراحية في القلب.
حيث يعتبر كيم جونغ صاحب القبضة الحديدة على الحكم في بلاده، ويصفه الخبراء بأنه أحد أعتى الديكتاتوريات في القرن الجديد، بسبب جبروته القوي على السلطة ودخوله في عدة صراعات دولية لعل أبرزها صراعه مع الولايات المتحدة الأميركية حول مسألة الملف النووي لبلاده.
معلومات استخباراتية
ونقل موقع (الجزيرة نت) مقالاً كتبه دوغ باوندو، مساعد الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغل، نشرته صحيفة ناشونال إنترست تحت عنوان “ماذا لو مات كيم جونغ أون؟”.
وقال باندو في المقال إن هنالك معلومات استخبارتية تحت الدراسة بالنسبة للولايات المتحدة وعدة دول آسيوية، تفيد بأن وضعية زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون تعاني تدهورًا ملحوظًا، وذلك عقب خضوعه لعملية جراحية في القلب.
وكتب باندو في مقاله أن غياب الزعيم الكوري الشمالي عن الاحتفال بعيد ميلاد جده الأسبوع الماضي، كان الدليل الأساسي الذي استندت إليه التكهنات بشأن حالته الصحية.
وظهر كيم جونغ بصورة علنية قبل تلك المناسبة بأربعة أيام، حينما ترأس اجتماع المكتب السياسي لحزب العمال الحاكم.
أما مكتب الرئيس في كوريا الجنوبية فقد أصدر بيانًا نفى من خلاله ما وصفه بالشائعات التي أوردتها بعض وسائل الإعلام بشأن صحة كيم.
خليفة كيم
واستبعد باندو في مقاله إمكانية أن يخلف كيم أحد أفراد عائلته، نظرًا لأن أطفاله ما زالوا صغار السن، أما زوجته فتعتبر بعيدة عن ممارسة أي سلطة سياسية، في وقت لا يبدي فيه شقيقه أي اهتمام بتولي الحكم في البلاد، لكون يشغل منصبًا متواضعًا في الحزب.
كما استبعد أن تكون شقيقة الزعيم الكوري الخيار الأنسب لتولي مقاليد السلطة من بعده، بالرغم من أنها تلعب دورا سياسيا مهما وتمت ترقيتها مؤخرا، لكنها تستمد قوتها من شقيقها الزعيم، وليس هناك ما يرجح قدرتها على خلافته بعد موته في ظل التمييز ضد النساء السائد في مجال السياسة هناك.
معركة شرسة
وطبقًا لما قاله الكاتب، فإن معركة شرسة ستدور في كوريا الشمالية للفوز بكرسي الحكم ومن الصعب التوقع بنتائجها، وذلك في ظل غياب خليفة لكيم من أفراد أسرته الحاكمة.
وكان كيم جونغ كثير الاستبدال للمسؤولين الحزبيين ويغير وظائفهم بصورة مستمرة، سعيًا منه للتقليل من فرضية وجود منافس له.
وتوقع الكاتب أن تكون اليد العليا لصالح قادة الأجهزة الأمنية، إلا انهم تمت إدارة مهامهم بصورة تجعلهم متابعين لبعضهم البعض، خوفًا من أي تهديد قد يلحقونه بالقادة السياسيين.
فترة انتقالية
ويرى باندو أن البلاد ستؤول قيادتها إلى مجموعة من القادة يتشاركون في السلطة بالبداية، إلا أن هذا السيناريو قد يؤدي إلى صراع طويل الأمد من شأنه زعزعة البلاد.
وقال إنه بالرغم من الآمال الواضحة بتولي خليفة ليبرالي حداثي، فإن ذلك يعد السيناريو الأقل احتمالا.
وتوقع الكاتب أن أفضل سيناريو لانتقال السلطة في كوريا الشمالية ، هو فترة انتقالية من الممكن أن تتمدد ولا يملك فيها أي قائد حافز المخاطرة لإثارة النخب والمجموعات صاحبة النفوذ الأكبر.
وسيقود هذا السيناريو، وفقًا لباندو، إلى توقف المفاوضات بين الزعيم كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب ويجعل من استمرارها أمرًا مستحيلًا.
السيناريو الأسوأ
السيناريو الأسوأ الذي من شأنه أن يؤديه انتقال السلطة حال رحيل الزعم الكوري، بحسب باندو، فهو الدخول في صراع مسلح وعنيف بين الأطراف السياسية في كوريا الشمالية.
وهو ما قد يسفر عن تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى دول الجوار، وفقدان السيطرة على الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية، والانزلاق إلى مواجهات عسكرية على الحدود، مما سيشكل ضغطا على كل من الصين وكوريا الجنوبية للتدخل.