زيارة الكاظمي إلى إيران .. برقيات خفية وتطمين حكومة طهران

الرئيس الإيراني حسن روحاني في استقبال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي \ Big Rapids Pioneer
0

يجري رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي زيارة إلى إيران ابتدءا من اليوم الثلاثاء يلتقي فيها مسؤولين إيرانيين على رأسهم الرئيس حسن روحاني.

وعقب وصوله ظهر اليوم التقى الكاظمي مع روحاني، في “لقاء خاص” من دون حضور أعضاء وفدي البلدين. وبموازاة ذلك، أجرى المسؤولون العراقيون الذين يرافقون الكاظمي خلال الزيارة لقاءات منفصلة مع نظرائهم الإيرانيين.

وبحسب موقع تلفزيون (العربي الجديد) لم يتسرب بعد شيء عما دار بين روحاني والكاظمي خلال “اللقاء الخاص” خلف الأبواب المغلقة، لكن خرج الرجلان بعده في مؤتمر صحافي، بتصريحات لافتة، أكدا فيها على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين وأهميتها في مختلف المجالات.

فضلا عن إرسالهما رسائل متبادلة، منها رسائل تطمينة مكشوفة، وأخرى رسائل مبطنة، وخاصة من جانب الضيف العراقي.

العلاقات بين البلدين

وبعد ترحيبه بقدوم رئيس الوزراء العراقي إلى إيران، أكد روحاني أن الكاظمي “تولى رئاسة الحكومة العراقية في ظروف حساسة للغاية”، معتبرا أن زيارته “تمثل منعطفا في العلاقات بين البلدين الشقيقين والصديقين”.

وفي رسالة إيرانية، قال الرئيس الإيراني إنه “أرى لزاما علي هنا أن أستحضر البطلين في مكافحة الإرهاب، اللواء الشهيد قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس”، مضيفا أنهما “عملا خلال السنوات الماضية لأجل أمن العراق”.

وحول أزمة الجائحة، قال إنه “خلال الاجتماع مع رئيس الوزراء العراقي تباحثنا بشأن الظروف الصحية في المنطقة وفيروس كورونا”، مؤكدا أن “الجمهورية الإسلامية تطمئن الحكومة العراقية وشعبها بأنها ستقف بجانب العراق لتأمين المسلتزمات الصحية والأدوية بقدر ما تسمح به قدراتها”.

العلاقات التجارية

أما في المجال الاقتصادي، فأكد الرئيس الإيراني أن العلاقات التجارية بين البلدين “شهدت نشاطا جيدا خلال الأشهر التي مضت على تولي السيد الكاظمي رئاسة الحكومة العراقية”، مشيرا إلى “أن هناك إرادة لدى البلدين لرفع مستوى التبادل التجاري بينهما إلى 20 مليار دولار سنويا”.

كما دعا روحاني إلى تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين طهران وبغداد أثناء زيارته للعراق في مارس 2019، مشيرا إلى مشروع سكة حديد “شلمجه ـ البصرة” وتنظيف شط العرب.

وقال روحاني إن “الجمهورية الإسلامية مستعدة لدعم إرساء الاستقرار والأمن في العراق والمنطقة، كما وقفت خلال السنوات الماضية إلى جانب الشعب والحكومة والجيش في العراق في مواجهة داعش“.

تطمين الجانب الإيراني

من جهته، أدلى رئيس الوزراء العراقي خلال المؤتمر الصحافي المشترك، بتصريحات تضمنت رسائل متعددة، منها تطمين الجانب الإيراني من خلال القول إن العراق لن يسمح بأن تكون أراضيه منطلقا لأي تهديد أو اعتداء على إيران، ومنها رسائل مبطنة، عندما قال إن “علاقاتنا الخارجية تعتمد على التوازن والابتعاد عن المحاور”، وأن “الشعب العراقي تواق لتعزيز العلاقات وفق مبدأ عدم التدخل”.

وأكد الكاظمي أن زيارة اليوم إلى طهران “تؤكد أهمية الروابط التاريخية بين البلدين”، مقدما الشكر لها لدعم العراق في مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي، وفيروس كورونا. وقال إن “إيران كانت من أولى الدول التي وقفت إلى جانب العراق في محاربة الإرهاب، والشعب العراقي لن ينسى ذلك”.

ودعا الكاظمي إلى التنسيق بين إيران والعراق لمواجهة التحديات التي يشكلها كورونا، مشيرا إلى  أن مباحثاته مع روحاني تطرقت إلى أوضاع المنطقة وإرساء الأمن والسلام فيها، مع تأكيده على أن سياسات العراق “مبنية على حسن النية” في العلاقة مع دول الجوار.

وفد عراقي رفيع

ووصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ، ظهر اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة الإيرانية طهران، في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه للمنصب في مايو الماضي. وبحسب الرئاسة الإيرانية، فإن الزيارة تستغرق يومين، ويرافقه فيها وفد سياسي واقتصادي رفيع يتكون من وزراء الخارجية والنفط والكهرباء والمالية والدفاع والصحة ومستشتاره للأمن القومي العراقي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.