سوريا.. ملامح واضحة لعمل عسكري تركي في ريف حلب

الصراع في سوريا المصدر شبكة بلدي
0

لا يكاد يمر يوم على سوريا دون قتال في مدنها المختلفة وهو الأمر الذي جعل من منطقة شرق الفرات واحدة من هذه المناطق، حيث  تشي التطورات الميدانية المتلاحقة في منطقة شرقي نهر الفرات وفي غربه، بأنّ هذه المنطقة على أعتاب تدخل عسكري تركي جديد .

عودة النازحين

وقد يتمحور التدخل العسكري هذه المرة في ريف حلب الشمالي، حيث لا تزال الوحدات الكردية تسيطر على مدينة تل رفعت وقرى عدة في المحيط التابع لها .

وتسعى فصائل المعارضة السورية لاستعادة هذه المناطق من اجل تأمين عودة عشرات آلاف النازحين إلى بيوتهم بعد أن شردتهم نيران الحرب .

ومن المرجح أنّ العملية التركية في حال حدوثها في الأيام القليلة المقبلة، فسوف تكون وفق تفاهمات تركية روسية أبرمت في العاصمة الروسية موسكو مطلع شهر مارس الماضي .

وحددت مناطق النفوذ بين الروس والأتراك في مجمل الشمال السوري، خصوصاً في محافظة إدلب، وريف حلب الشمالي .

وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت الخميس عن “تحييد 14 عنصراً” من الوحدات الكردية قالت إنهم كانوا يستعدون لشنّ هجوم على منطقة “درع الفرات” في شمال وشمال شرقي حلب، وهي منطقة نفوذ تركي بلا منازع في شمال سوريا .

الأهتمام التركي بغربه

وأوضحت الوزارة، في بيان، أنّ “وحدات من قوات الكوماندوس، نفّذت عملية عسكرية ناجحة ضدّ المقاتلين هناك .

وأشارت إلى أنهم “كانوا يحاولون التسلل إلى منطقة درع الفرات لتنفيذ عملية إرهابية فيها”. وأكّدت أنّ “القوات التركية تتخذ كافة التدابير اللازمة لمواصلة الاستقرار والأمن في منطقة درع الفرات .

وتشير هذه التطورات إلى أنّ الاهتمام التركي في هذه الفترة ليس منصرفاً إلى منطقة شرقي نهر الفرات فحسب، بل إلى غربه أيضاً، حيث يسعى الجيش التركي لطرد الوحدات الكردية التي تهيمن على “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، من ريفَي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، وفق تفاهم مع الجانب الروسي .

تطورات مهمة

لا شك أنّ منطقة تل رفعت قد تشهد تطورات مهمة في الفترة المقبلة وذلك نتيجة لاتفاق موسكو الأخير، مع الحديث عن تسليمها للجانب التركي .

وهو الأمر الذي يؤشر بالفعل إلى وجود صفقة تركية روسية حول الطريق الدولي “إم 5” (دمشق-حلب)، الذي لم يتمّ أي حديث عنه في اتفاق الخامس من مارس، وذلك بعد أن أثيرت تساؤلات كبيرة حول ذلك، خصوصاً مع الإصرار التركي آنذاك على تراجع قوات النظام إلى خلف حدود اتفاقية سوتشي، وفكّ الحصار عن نقاط مراقبتها، فيما يبدو أنّ الاتفاقات التركية الروسية تشمل تجميد ملف الطريق الدولي “أم 4” وتأجيله إلى وقت لاحق .

وانتزعت الوحدات الكردية منطقة تل رفعت من فصائل المعارضة السورية في بدايات العام 2016، وذلك تحت غطاء ناري روسي في غمرة خلاف أنقرة وموسكو على خلفية إسقاط طائرة روسية من قبل الأتراك في شمال غربي سورية .

ومنذ ذلك الحين، تحاول فصائل المعارضة السورية استرجاع المنطقة من الوحدات الكردية لإرجاع عشرات آلاف النازحين إلى بيوتهم بعد أن شردتهم الحرب، ولكن محاولاتها لم تجدِ نفعاً بسبب توازنات إقليمية ودولية، خصوصاً أنّ الوحدات الكردية تتلقى دعماً كبيراً من التحالف الدولي العالمي بقيادة واشنطن، كما أنّ تل رفعت تعدّ من ضمن مناطق النفوذ الروسي في سوريا .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.