عاملات المنازل .. مأساة صامتة خلفتها كارثة مرفأ بيروت

عاملات منازل إفريقيات يفترشن شوارع بيروت \ Trendsmap
0

أفردت صحيفة (الغارديان) البريطانية الصادرة اليوم الأربعاء، مساحة مقدرة للحديث عن مأساة عاملات المنازل الإفريقيات بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت، وفقدانهن مصدر الدخل للكثير منهن.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن معاناة هؤلاء العملات تضاعفت مؤخرًا مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا والخوف من موجة ثانية من الوباء.

وفي مقالة عبر الصحيفة البريطانية، كتبت نسرين مالك مقالًا تحت عنوان “ضحايا انفجار بيروت المنسيون: عاملات المنازل”.

عاملات منازل وأطفالهن في الشارع

حياة بيروت تتجمد

وتقول الكاتبة  وفقًا لموقع (بي بي سي عربي): “مر أكثر من شهر بقليل على انفجار ميناء بيروت، ولا تزال اللقطات من ذلك اليوم مروعة كما كانت عندما بدأت تظهر لأول مرة على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي. في مقاطع بالفيديو، رأى العالم حياة بيروت تتجمد في ارتباك بسبب الصوت غير المألوف للانفجار، ثم تحطمت مع اصطدامه.

وتضيف أن من بين تلك المقاطع شاهدنا مشهدًا انتشر انتشارا واسعا في جميع أنحاء المدينة. والمشهد لمربية أفريقية تلتقط الأطفال بشكل غريزي بعيدًا عن الأذى، وتحميهم بجسدها”.

يتضورن جوعا

وتقول الكاتبة إن العديد من هؤلاء عاملات المنازل في شوارع بيروت. معظمهم يتضورن جوعا. حتى قبل الانفجار، فقد أدت الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت بسبب فيروس كورونا إلى توقف أصحاب العمل اللبنانيين عن دفع أجور عاملات المنازل فجمعوا أمتعتهن وتركن في الطرق.

وتضيف أنه “في يونيو الماضي وحده، تُرك أكثر من 100 عاملة منازل أثيوبية خارج قنصلية بلدهن”. وتقول إنهن “الآن يعيشن على الحقائب في الطريق. يحاولن الحفاظ على الانضباط في ارتداء الأقنعة حتى أثناء نومهن على الرصيف”.

العودة إلى بلدانهن

وتحدثت الكاتبة إلى كريستين وهي مربية وعامل منازل من غرب إفريقيا لم ترغب في استخدام اسمها الحقيقي خوفًا من رد فعل صاحب عملها. قالت كريستين إنها كانت تحاول جمع بعض المال لمساعدة النساء الأفريقيات المهجورات على العودة إلى بلدانهن الأصلية.

وتقول الكاتبة إن السفر من لبنان إلى وجهات في إفريقيا مكلف، لذا فإن تذكرة العودة الذهبية مخصصة للمرضى الذين يحتاجون إلى التواجد مع عائلاتهم. تعتبر كريستين نفسها من المحظوظات لأن “سيدتها” أبقتها، وأعطتها مكانًا للإقامة، وخفضت راتبها بمقدار النصف فقط.

بيروت تكافح

وتقول الكاتبة إنه “كما هو الحال مع أي أزمة، يتم دفع الفئات الأكثر ضعفًا من حافة الهاوية”. وترى أن “لبنان يكافح وسط طبقة سياسية فاسدة وغير كفؤة بعد انفجار ألحق ضررًا بالبنية التحتية في بلاد.

فالنسبة للكاتبة “حجم عملية إعادة البناء التي تواجهها بيروت يعني أن النساء الأفريقيات الجائعات اللائي ينمن في ظروف قاسية في شوارع بيروت أصبحن غير مرئيات مرتين – أولاً من قبل المجتمع اللبنان ، “الذي يعاملهن على أنهن دون البشر، ومرة أخرى من قبل المجتمع الدولي”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.