عودة الحراك الجزائري.. تخوف من قبل الحكومة وضغط كبير في الشارع
منذ مطلع الأسبوع الماضي وبعد أن أطلقت السلطات الجزائرية 11 من الناشطين والناشطات في البلاد تخوفاً من التظاهرات، هدت 21 ولاية ومدينة تجهسزات كبرى من أجل إنطلاق مسيرات تنديداً بالغلاء والأوضاع المعيشية .
دعوات لاستئناف التظاهرات
وكانت المظاهرات في الجزائر قد تم تعليقها من حكومة البلاد منذ مارس الماضي على خلفية انتشار فيروس كورونا المستجد أو ما يعرف بـ ” كوفيد 19″ في البلاد، في الوقت الذي كان الشارع يغلي مطالباً بضرورة الإصلاح في البلاد .
ومن الواضح بأن الدعوات التي حدثت في الولايات الجزائرية المختلفة من أجل استئناف الحراك سوف تكون أكثر وأكبر من سابقاتها، وذلك للكثير من الأسباب، قد يكون أولها عدم تعامل سلطات البلاد مع جائحة كورونا بالطريقة المثلى .
وعقب تظاهرات أمس الجمعة المصغرة، والتي تعتبر تمهيدية لتظاهرات قادمة في البلاد يعتبر هذا الأمر بمثابة جرس إنذار للحكومة في البلاد، إذ أن هذا يشير بأن على الحكومة الجزائرية البحث عن حلول للخروج من هذه العثرات .
مظاهرات في مناطق مختلفة
وخرج آلاف المتظاهرين في العاصمة الجزائرية في مسيرات من عدة أحياء، حيث أنطلقت هذه التظاهرات من حي باب الواد الشعبي، مرددين شعارات مختلفة، حيث كان أبرز هذه الشعارات: “الجمعة 79 والحراك مستمر”، في إشارة إلى استئناف المظاهرات بعد ما يقارب الخمسة أشهر من تعليقها بسبب “كوفيد 19” .
وبالمقابل فإن الشرطة الجزائرية عملت على صد الحراك المتزايد، وتدخلت لفض المتجمهرين، كما أنها قامت باعتقال عدد من المتظاهرين، بلغ عددهم أكثر من 16 ناشطا .
كما أن مدينة البليدة بالقرب من العاصمة الجزائرية، شهدت تظاهرات مختلفة، وتدخلت الشرطة أيضاً، وقامت بفض المظاهرة عن طريق العصى والهراوات كما أطلقت الغاز المسيل للدموع ما جعل الكثير من المتظاهرين في حالة من الكر والفر مع قوات الشرطة، والتي اعتقلت حوالي 9 من الناشين من البليدة .
تخوف واعتقالات
وفي السياق فإن مدن شرقي الجزائر مثل سطيف وعنابة وجيجل بالإضافة إلى عين البيضاء، توحدت في شعاراتها التي رددتها في التظاهرات، حيث ان شعار ” دولة مدنية وليست عسكرية ” تصدر المشهد في كل هذه المناطق شرقي البلاد .
وعموماً فإن السلطات الجزارية تتخوف من تمدد موجة الحراك في الفترة المقبلة، الأمر الذي يشير إلى أن التوتر قد يزداد في البلاد في ظل انتشار فيروس كورونا .
كما أن السلطات الجزائرية لديها العديد من الملفات الداخلية المهمة خلاف التظاهرات، ما يشير إلى أن ملاحقة الناشطين ليست هي الحلول، بل أن الحلول تتمثل في الخروج من الأزمات الاقتصادية والسياسية من أجل إسكات الشارع .