رفض ميشال عون الرئيس اللبناني، التشكيلة الجديدة للحكومة التي قدمها له رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، والتي تضم 18 وزيرا، وذلك بعد شهور من التشاحن والتوتر الذي حال دون الاتفاق على حكومة جديدة.
وقالت وسائل إعلام لبنانية أن: “السجال الاشتباكي الأخير بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، يبدو وكأنّه قد أطلق رصاصة الرحمة على إمكانية بلوغ الرئيسين خط التفاهم على تشكيلة حكومية، اياً كان شكل وحجم هذه التشكيلة”.
وتابعت الوسائل قائلة “وتتفق اجواء الطرفين على ان توافق الرئيسين بات يتطلب معجزة، فكل منهما حدد سقفه وحده النهائي، وقررألاّ يخضع لمزاجية وإملاءات الآخر”.
من جانبه تعهد الحريري عندما تم إختياره رئيسا للحكومة للمرة الرابعة، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بتشكيل حكومة سريعا، تكون قادرة على إحياء خارطة الطريق الفرنسية، لكن الخلافات السياسية القديمة عرقلت تشكيل الحكومة في الوقت الذي تتجه فيه البلاد نحو “كارثة اجتماعية”.
فيما أدت الظروف التي تمر بها لبنان إلي إنهيار الوضع الاقتصادي وءلك بسقوط ما لا يقل عن نصف السكان في الفقر، فضلاً عن انهيار العملة الوطنية (الليرة اللبنانية)، خصوصا بعد حادثة مرفأ بيروت في أغسطس/ آب الماضي،بحسب ماذكر في موقع سبوتنيك بالعربي.
وفي السياق صرح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اليوم الثلاثاء أن طريق تشكيل الحكومة مسدودة، وأن لبنان دخل في نفق لا يعلم كيف سيخرج منه.
ووضع بري أماله في زيارة ماكرون القادمة مشيرا الى أنه يأمل بأن يستطيع ماكرون تقديم بعض المساعدة. بحسب روسيا اليوم.
و حول انسداد آفاق الحل علق رئيس مجلس النواب اللبناني قائلا: “أما لماذا هذا الانسداد؟ فبالتأكيد أن الجواب هو لدى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وإن شاء الله يتمكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أن يفعل شيئا في زيارته المقبلة، وما علينا سوى أن ننتظر”.
ومن المقرر أن يزور ماكرون لبنان في وقت لاحق هذا الشهر في ثالث زيارة يقوم بها منذ انفجار مرفأ بيروت، الذي فاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.
عون يعترض على تفرد الحريري بتسمية الوزراء المسيحيين
وكانت الرئاسة اللبنانية قد كشفت، عبر صفحتها الرسمية على “تويتر”، أن الرئيس اللبناني ميشال عون اعترض على تفرد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بتسمية الوزراء.
وكان عون قد اعترض على تسمية الوزراء المسيحين بالذات دون الرجوع اليه والتشاور معه، الأمر الذي نفاه مكتب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.
ولفتت إلى أن الصيغة الأخيرة التي طرحها الحريري لتشكيل الحكومة تختلف عن الصيغ التي سبق أن تشاور في شأنها مع عون.
وأشارت الرئاسة اللبنانية إلى أن عون طرح التشاور مع رؤساء الكتل النيابية، وكان همه الوصول إلى حكومة قادرة على مواجهة الظروف بعيدا عن العناد وتحريف الحقائق”.
من جانبه رد المكتب الاعلامي للرئيس المكلف بتشكيل الحكومة في لبنان سعد الحريري ببيان على مكتب رئاسة الجمهورية وأكد فيه أن “الرئيس المكلف تسلم في الاجتماع الاخير مع فخامة الرئيس، طرحا محددا لاعادة النظر في توزيع الحقائب والتواصل مع الكتل النيابية بما يفضي الى تمثيلها في التشكيلة الحكومية وتوفير الثلث الضامن لاحد الجهات الحزبية”.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري قد قدم الأربعاء الماضي، تشكيلة حكومته لرئيس الجمهورية ميشال عون.
ونقلت الرئاسة اللبنانية عن الحريري قوله: “قدّمت تشكيلة حكومية من 18 وزيراً من أصحاب الاختصاص لفخامة الرئيس، ووعدني انه سيدرس التشكيلة، وسنعود ونلتقي”.
وأضاف الحريري “الأمل كبير بتشكيل الحكومة لإعادة إعمار بيروت والثقة للبنانيين عبر تحقيق الإصلاحات”، واصفاً الأجواء بـ”الايجابية”.
