في السودان.. جدل متواصل بعد فشل مايك بومبيو في حث الحكومة على التطبيع

بومبيو والبرهان المصدر غيتي
0

بعد زيارته أمس الأول إلى العاصمة السودانية الخرطوم، حاول وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو دفع الحكومة السودانية الانتقالية الحالية إلى التطبيع مع إسرائيل بطرق متعددة ومختلفة .

تطلعات كبيرة

ومن الواضح بأن تطلعات وزير الخارجية الأمريكي في إقناع الحكومة السودانية كان كبيراً للغاية، إذ أن هذه الزيارة تعتبر الأولى لمسؤول أمريكي كبير للبلاد منذ العام 2005 حيث جاءت وقتها وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس .

ويرى بعض السياسيين بأن زيارة بومبيو جاءت في ظروف بالغة التعقيد تعيشها الحكومة السودانية تنقسم بين الأوضاع الأمنية المتقلبة في بعض اجزاء البلاد بالإضافة إلى الضائقة المعيشية التي ألقت بظلالها على الشارع السوداني .

وكانت زيارة مايك بومبيو قد جاءت في إطار جولة إقليمية لوزير الخارجية الأمريكي تشمل العديد من الدول العربية والأفريقية .

إشهار التطبيع

والهدف غير المعلن من هذه الزيارة هو دفع هذه الدول إلى التطبيع مع إسرائيل، وإشهارها التطبيع كما فعلت دولة الإمارات العربية مؤخراً، حيث عاب الكثير من السياسيين العرب خطوة الحكومة الإماراتية ووصفوها بالـ ” خائنة” .

ومن المتعارف عليه فإن الحكومة الانتقالية المتواجدة حالياً على سدة الحكم في البلاد لديها العديد من التيارات السياسية، كما أن عقيدة معظم هذه الاحزاب مختلفة فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل .

إذ أن بعضها قام من أجل الحرية والديموراطية، والتي يعتقد معظم هذه لأحزاب بانها لا تتواجد في إسرائيل، والتي اغتصبت الأراضي الفلسطينية من أهلها قبل قرون مضت .

توقيت غير مثالي

ولم تكن مهمة مايك بومبيو ناجحة بالقدر الذي كان يتطلع إليه، إذ أن احلام الرجل كانت كبيرة فيما يتعلق بالحصول على ود الحكومة السودانية فيما يتعلق بالتطبيع مع دولة إسرائيل .

ويرى بعض الخبراء السياسيين بأن الزيارة لم تكن في توقيت مثالي، إذ ان الخلافات في الوقت الراهن بين المدنيين والعسكريين بلغت مدى بعيداً وأصبحت واضحة للعيان في الوقت الي يترقب فيه الشارع السوداني الإصلاح .

كما أن العسكر في البلاد هم الأكثر قرباً من رأي التطبيع، وذلك لعدة اعتبارات أبرزها هو اللقاء الذي جمع بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمدينة عنتيبي الأوغندية .

وبالمقابل فإن الدكتور عبد الله حمدوك لا يريد أن يقوم بمثل هذه الخطوة المتسرعة، والتي تعني بأي حال من الأحوال رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب .

وهو ما لن يحدث بعد التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو والتي تتعلق بأن زيارته للسودان حتى في حال التطبيع فلن يكون هذا الأمر من ضمن الشروط التي تجعل السودان خارج قائمة الدول الراعية للإرهاب .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.