قوات الحوثي تُحكم سيطرتها على الجوف في ظل صراع إقليمي متجدد في اليمن
ليس عاراً أن يدخل عدو إلى دارك رغم أنفك، العار أن يخرج سالماً أمام عينيك، هكذا قال الإعلامي المصري الشهير يسري فودة، وهذا القول ينطبق فعلياً على المواطنين في مدينة الجوف اليمنية بعد سيطرة قوات الحوثي عليها أمس الأحد .
إذ قامت القوات الحوثية بإخراج أهل المدينة من بيوتهم رغماً عنهم بقوة السلاح، وبذلك أعادت هذه الأحداث الأيام الأولى للحرب في اليمن .
وعمر الصراع الآن في اليمن وصل إلى 5 أعوام بين الحوثيين والقوات الحكومية، عاني فيها الشعب اليمني كثيراً من ويلات الحرب .
وتعتبر هذه هي المدينة الثالثة التي يسيطر عليها الحوثيون منذ اندلاع الصراع في اليمن، حيث سيطروا في وقت سابق على مدينة الحزم بالجوف دون قتال بعد أن انسحبت القوات الحكومية بنحو 10 كيلو مترات إلى الأطراف الشرقية وذلك من أجل الحفاظ على أرواح المدنيين .
ولم تخفي المنظمات الحقوقية الكبرى حول العالم بأن المدنيين العزل في اليمن عانوا كثيراً من هذه الحروب .
المتحدث باسم الجيش يمتص غضب الشارع
وظهر المتحدث باسم الجيش اليمني، العميد عبده مجلي، فجر اليوم الثلاثاء، للمرة الأولى بعد 48 ساعة من الاجتياح الحوثي للجوف، وتحدث عن أن قوات الجيش لا تزال مرابطة في مختلف جبهات المحافظة .
وحاول امتصاص غضب الشارع اليمني، قائلاً إنه “سيتم طرد القوات الحوثية، وإعادة السكان الذين هجرتهم ولن تمر جرائمها دون عقاب”، وفقاً لبيان نشره مركز الإعلام للقوات المسلحة اليمنية.
وحتى الآن لا توجد مؤشرات حقيقية على أن الجيش اليمني يستعد لاستعادة عاصمة الجوف، وخصوصاً بعد توغل الحوثيين في مساحات جغرافية جديدة شمال مدينة الحزم، وسيطرتهم على منطقة “الجر” التي يقع فيها منزل محافظ المحافظة، اللواء أمين العكيمي .
ودفعت جماعة الحوثي بآلاف المقاتلين إلى الجوف، وذلك بهدف السيطرة على “معسكر اللبنات”، الذي يعتبر أكبر قاعدة عسكرية للجيش الوطني والمنطقة العسكرية السادسة بمحافظة الجوف .
نزوح الآلاف من الجوف
وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن (أوتشا) أن التقارير الأولية تشير إلى “نزوح آلاف المدنيين” من الجوف، خلال الـ 24 ساعة الماضية فقط، أي غداة دخول الحوثيين إلى عاصمة المحافظة .
ولم تخفي الأمم المتحدة ما يمكن أن يحدث في مقبل الأيام في اليمن جراء ما يحدث الآن من قبل قوات الحوثي .
ودعت الأمم المتحدة، في بيان مقتضب على “تويتر” الأطراف المتحاربة إلى احترام التزاماتها بحماية المدنيين، بموجب القانون الإنساني الدولي، في تكرار للتحذيرات التي أطلقها مبعوثها، مارتن غريفيث، عشية اجتياح الحوثيين للمحافظة، وحذر فيها من “العواقب الإنسانية الوخيمة” لما وصفه بالتصعيد المتهور بالجوف .
ومن خلال النزوح العشوائي للمواطنين لم تُعرف الأرقام الحقيقية حتى الآن لعدد المواطنين الذين نزحوا عن منطقة الجوف، ولكن قدّرت هيئة إغاثية تابعة للحكومة اليمنية عدد النازحين صوب مدينة مأرب، شرقي البلاد، بـ25 ألف أسرة، أي نحو 125 ألف نسمة إذا ما قيست الأسر اليمنية بأنها تتكون من 5 أفراد .
وأتهم حقوقيون بحسب ما أشار” العربي الجديد” جماعة الحوثي بمنع مئات الأسر من المغادرة صوب مأرب، وأتهموها بأنها تريد الاحتفاظ بهم واستخدامهم كدروع بشرية .
وأعقب اليوم الذي سيطر فيه الحوثيون على محافظة الجوف انتهاكات لحقوق الإنسان ابتداء باقتحام المنازل ونهب الممتلكات، وصولا إلى منع النازحين من التحرك بالمركبات، وهو ما جعلهم يضطرون للفرار سيرا على الأقدام بحسب ما أوردت ” عضوة اللجنة اليمنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، إشراق المقطري “.