لبنان إلى أين .. تدهور مستوى المعيشة وزيادة جنونية للأسعار

أزمة غلاء طاحنة تضرب لبنان \ WRAL.com
0

يشهد لبنان تدهور في مستوى المعيشة بشكل غير مسبوق، مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل جنوني وانهيار قيمة العملة اللبنانية حيال الدولار.

وتخطت الزيادة على أسعار السلع الـ100 في المائة خلال الأسبوعين الأخيرين، ونحو 500 في المائة مع بعض السلع منذ بدء الأزمة المالية نهاية العام الماضي.

وتقول صحيفة (الشرق الأوسط) في عددها الصادر اليوم الأحد، إن السؤال عن سعر أي سلعة غذائية في محلات البقالة في لبنان تضاف إليه دائماً عبارة “اليوم”.

فالسعر مرشح للارتفاع يومياً ما دام سعر صرف الدولار في تغير مستمر، حتى بات المستهلك في سباق مع الزمن، يحاول شراء ما يستطيع شراءه اليوم خوفاً من ارتفاع سعره غداً، لا سيما أن ارتفاع الأسعار يقابله ثبات في الرواتب التي تخسر قيمتها يوماً بعد يوم.

زيادة جنونية في الأسعار

يقول رئيس جمعية حماية المستهلك زهير برو إن “أسعار المواد الغذائية ارتفعت حسب آخر زيادة رصدتها (حماية المستهلك)، أي منذ شهرين بنسبة 72 في المائة”، ولكن حتى هذه النسبة المرتفعة أصلاً ارتفعت مؤخراً، “فأسعار معظم المواد الغذائية زادت بنسبة تجاوزت الـ100 في المائة خلال الأسبوعين الأخيرين”.

وقال برو إن ارتفاع الأسعار كان واضحاً على الرغم من وجود سلة غذائية مدعومة من وزارة الاقتصاد، مضيفاً أن “انخفاض الأسعار لوحظ فقط في السكر والأرز المصري”، أما بشكل عام فانعكاسات السلة الغذائية كانت “شبه معدومة أو أقله غير ملاحظة”، لأن “أصحاب متاجر البقالة يشكون من عدم وصول البضائع المدعومة إليهم”.

عدم توفر المواد المدعومة

ويؤكد بعض أصحاب متاجر البقالة الصغيرة ، من عدم توفر المواد المدعومة عند التجار أو توافرها بكميات قليلة لا تكفي حاجة المستهلكين.

كما يشكون من عدم قدرتهم على شراء البضائع بكميات كبيرة لعدم إمكانية بيعها بسعر الصرف اليومي للدولار، في وقت لا يستطيعون فيه البيع بالسعر الذي اشتروا على أساسه لأنهم سيخسرون جزءاً من رأس المال، ولن يتمكنوا من شراء بضائع جديدة.

ويقول نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي إن سبب ارتفاع الأسعار “يعود إلى عاملين أساسيين، أولهما وجود بضائع في السوق تم استيرادها قبل قرار الدعم، وبالتالي تُباع على أساس سعر الصرف اليومي وتتغير بشكل مستمر”، أما الثاني “فمرتبط بكميات المواد التي تستورد على أساس الدعم والتي لا تكفي حاجة السوق”.

مقارنة في الأسعار

وفي جولة على بعض محال بيع المواد الغذائية، لمقارنة أسعار بعض السلع منذ أكتوبر الماضي، تبين أن سعر كيلو الأرز المصري ارتفع من ألفي ليرة إلى 8 آلاف وسعر كيلو البرغل من ألفي ليرة إلى 7 آلاف، فيما ارتفع سعر علبة الزيت النباتي (5 ليترات) من 17 ألف ليرة إلى 50 ألفاً، فيما تضاعف سعر الطحين والخبز والسكر، أما علبة الحليب من وزن 400 غرام فارتفع سعرها من 5 آلاف ليرة إلى 16 ألفاً.

أربع حالات انتحار

ووسط تدهور مستوى المعيشة وتردي الوضع الاقتصادي في ظل حكومة حسان دياب، سجلت لبنان أمس السبت عملية انتحار، إذ أقدم مواطن في صور على الانتحار بإطلاق النار على نفسه بسبب ظروفه المعيشية الصعبة.

لترتفع حالات الانتحار إلى أربع حالات خلال الـ24 ساعة الماضية بعد أن أقدم شخصان على الانتحار يوم السبت بسبب “ضائقة مالية” ناتجة عن تدهور الوضع المعيشي في البلاد، نقلا عن نشطاء.

وحسب مصادر إعلامية محلية، أطلق المواطن اللبناني خالد يوسف النار على نفسه جنوبي البلاد بسبب ما يوصف بتردي الأوضاع الاقتصادية والغلاء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.