لبنان .. الأطفال يصابون بأمراض نفسية بعد انفجار مرفأ بيروت

اليونيسيف تقول إن قرابة 80 ألف طفل في لبنان أصيبوا بصدمة نفسية بعد انفجار مرفأ بيروت
0

أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن قرابة 80 ألف طفل في لبنان ، أصيبوا بصدمة نفسية، بعد انفجار مرفأ بيروت، وفقدانهم بيوتهم، وتحولهم لنازحين.

وأكدت المعالجة النفسية والأستاذة في الجامعة اللبنانية، الدكتورة كارول سعادة، أن الصدمة التي نتجت عن انفجار بيروت الذي هزّ لبنان بأوائل شهر أغسطس/ آب الجاري، تعتبر من اقسى الصدمات التي من الممكن أن يتعرض لها الأطفال في لبنان وذلك بحسب ما نشر موقع الوكالة الوطنية للإعلام.

وخصصت الدكتورة كارول سعادة، أولئك الذين أصيبوا بجروح، أو الذين فقدوا أحد أقربائهم، أو منازلهم، ووصفتهم بأنهم عاشوا حالة ذعر وقلق لا يملكون القدرة على تخطيها منفردين، وكل طفل كان قريباً من مكان الانفجار ورأى الجرحى والشهداء والدمار، تعرض لهلوسات وصدمات قوية جدا.

وأوضحت المعالجة النفسية الدكتورة كارول سعادة أن هناك حالات خاصة، سمع الطفل فيها فقط الصوت، لكنه تشرب من أهله حالات الخوف والقلق والتوتر، ومثل هؤلاء الأطفال معرضون لاضطراب نفسي يعرف بـ (اضطراب ما بعد الصدمة).

أما بالنسبة لأعراض الاصابة بالاضطراب النفسي، فتقسمها الدكتورة كارول سعادة الى أربع مجموعات أساسية، وتتمثل المجموعة الأولى في تخيل الأطفال التجربة مجدداً، فيعيش حالة الذعر والخوف من جديد وكأن الانفجار يحدث في الوقت الآني، ويبدأ بالصراخ والرعب، أو يتعرض لكوابيس دائمة أو متقطعة تذكره بالانفجار، وهناك أعراض جسدية قد يمر بها الطفل كالسرعة بضربات القلب او التعرق او ظهور حالة قلق على الطفل.

وبالنسبة للمجموعة الثانية من الأعراض تتمثل بتجنب الطفل الحديث عن أي شيء يعيد الانفجار إلى ذاكرة الطفل، أو خوفه من الخروج من المنزل، لتتمثل أعراض المجموعة الثالثة، بالإثارة السريعة والتوتر والانفعال، فلا يستطيع الطفل التعبير بشكل واضح عن مشاعره، ويعد التغير السريع في مزاج الطفل والدخول في البكاء والذعر الشديد من أعراض المجموعة الرابعة.

وتشير سعادة أن عوارض اضطراب ما بعد الصدمة قد تظهر مباشرة او بعد فترة تصل الى أسبوعين، ولابد من تعرض الطفل للعلاج النفسي المناسب، لأن لهذا الاضطراب آثار خطيرة في سلوك الطفل وحياته، ومستقبله.

وتنصح الدكتورة سعادة بضرورة تشجيع الأطفال في لبنان على التعبير من خلال الرسم، والبعد عن جو الخوف والتهويل، والمتابعة النفسية للأطفال من أجل تخطي ما حصل لنسيانه إلى الأبد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.