محافظة طرطوس تشهد ما يربو عن 23 حريقاً في يوم واحد
لم يكاد أن يخرج الشعب السوري من كابوس الحرائق الذي ضرب غاباته مؤخراً، حتى يعود إليه من جديد، فشهدت محافظة طرطوس الساحلية في سوريا، اليوم الخميس، أكثر من 23 حريقاً بعضها لا يزال مشتعلاً حتى الآن.
وقال رئيس دائرة الحراج في مديرية زراعة طرطوس المهندس حسن ناصيف: “إن محافظة طرطوس شهدت اليوم عدداً كبيراً من الحرائق الحراجية والزراعية وصل عددها إلى ما يزيد عن 23 حريقاً، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).
وأرجع ناصيف سبب الحرائق في محافظة طرطوس إلى ارتفاع درجات الحرارة وقوة الرياح الذين ساهما في زيادة شدة الحريق.
كما أكّد ناصيف، أن عناصر الإطفاء يعملون على إخماد النيران في المناطق الأشد خطورة والقريبة من المنازل.
وذكر موقع سناك سوري، أن الحريق الذي اندلع في منطقة مشتى الحلو، على طريق “المشتى – القشيعات – الجويخات” جانب مصلحة الزراعة، هو الأشد خطورة.
وفي منتصف سيبتمبر/ أيلول المنصرم، أفادت مصارد محلية في محافظة طرطوس عن إندلاع حريق ضخم في قرية حبسو بريف المحافظة، ولا يوجد معلومات عن كمية الأضرار في المنطقة.
حرائق محافظة طرطوس بفعل فاعل
وفي 11 سيبتمبر الماضي، أعلنت وزارة الداخلية السورية القبض عبر أجهزتها الشرطية على ستة أشخاص متهمين بجريمة افتعال والتسبب بحرائق في محافظة طرطوس .
وأكّدت الوزارة في بيان لها أصدرته، قيام أجهزتها الأمنية بالتحقيقات اللازمة في الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحرائق التي وقعت في طرطوس مؤخراً، مشيرةً إلى أنها “خلصت لإلقاء القبض على 6 مواطنين في المجيدل وحمام واصل وحصن سليمان وجنين، بعد كشف التحقيقات أنهم قاموا بإشعال النار في أراضيهم الزراعية ومن ثم انتقلت إلى الحراج وأراضٍ أخرى”، لافتة إلى أنها “أحالت المتهمين إلى القضاء موجوداً”.
وبلغت مساحة الأراضي التي تعرضت للحرائق في طرطوس بفعل فاعل وفقاً لبينا الوزارة، حوالي 200 دونم، منوهة إلى أن “أسباب بقية الحرائق بالمحافظة تعود للظروف الجوية”.
ويعتقد بعض المواطنون بأنه أحياناً تشب مثل هذه النيران في الغابات من أجل الاستفادة من الفحم الطبيعي ولكن تأثيرها يكون في الغابات فقط ولا يتعداه إلى الزراعة.
ويتخوف المواطنون في سوريا من زوال الغطاء النباتي جراء هذه الحرائق المستمرة في البلاد، إذ أن هذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى حدوث إنجراف للتربة التي من شأنها أن تعمل على تهديد الكثير من القرى المجاورة باعتبار ان معدل الأمطار السنوي يصل إلى 1500 مليمتر.
وتواصلت الأضرار التي خلفتها الحرائق حتى طالت الآلاف من الهكتارات الزاعية، ما يوضح حقيق المعاناة التي يعيشها سكان تلك المناطق في الوقت الراهن.