في ظل حظر التجوال المفروض في العراق تجددت التظاهرات الداعية إلى محاسبة قتلة المتظاهرين بجانب المطالبات المتزادة بإصلاح الاقتصاد في البلاد، وذلك يأتي في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد أو ما يعرف بكوفيد 19 .
معضلة المظاهرات
وصباح أمس الأحد وصلت التظاهرات إلى 4 مدن عراقية مختلفة بعد أن كانت في مدينتين نهاية الأسبوع الماضي .
وجميع هذه المؤشرات تدل على أن الحكومة العراقية أمام معضلة حقيقية في الوقت الراهن لكثرة الملفات العالقة بجانب العديد من القضايا التي تحتاج إلى إصلاح وبأسرع وقت ممكن لتلافي المزيد من التظاهرات في الشارع العراقي في الوقت الحالي .
وبسبب تجاهل الحكومة للمطالب الشعبية المتكررة تجعل من خروج المواطنين إلى الشارع أمراً ضرورياً ولا بد من حدوثه، حيث يرى المتظاهرون بأن تعنت الحكومة ومماطلتها في مطالب المتظاهرين لا يقود إلا إلى مزيد من التوتر بين الجانبين في الفترة المقبلة .
ويرى مراقبون بأن الهدوء الذي عم العديد من المدن العراقية المختلفة في الفترة الماضية جراء انتشار فيروس كورونا ساهم بشكل كبير في انصراف الحكومة للقضايا الأكبر في البلاد، متناسية القضايا الأساسية للعب العراقي داخلياً .
ولا شك ان موجة التظاهرات في الوقت الحالي لم تعد كما كانت عليه في السابق، وتحديداً قبل انتشار فيروس كورونا المستجد في البلاد .
ويرى مراقبون بأن مطالبات الشارع العراقي التي يقوم بها الشعب في الوقت الراهن، مطالب مشروعة، كما أنها قد تتجدد في مقبل الأيام فيحالة عدم التفات الحكومة للوضع داخلياً .
مظاهرات في مدن مختلفة
وفي محافظة ذي قار خرج أمس متظاهرين بالمئات ووصلوا إلى أمام المبنى العام لمحكمة جنايات وسط ذي قار، ورددوا شعارات تطالب الحكومة بالالتفات إلى جرائم قتل المتظاهرين، منددين بصمت السلطات عن تلك الجرائم، كما أن الدعوات للتظاهرات صباح اليوم تجددت من قبل اللجان المحلية للمحافظات المختلفة .
كما طالب مواطني مدينة الديوانية بإقالة المحافظ في أسرع وقت ممكن بعد أن قاموا بقطع الطريق لمنع وصول المحافظ إلى مركز المدينة، مؤكدين على أن الحكومة المحلية هي السبب الأساسي في تردي الخدمات بسبب فسادها وارتباطاتها الحزبية بالنخب الحاكمة في البلاد .
وأيضاً شهدت محافظة النجف تظاهرة حاشدة وسط المدينة، وطالب المتظاهرون بإقالة المحافظ لؤي الياسري ومدراء الدوائر وإغلاق مكاتب النواب ومحاسبة قتلة المتظاهرين، في وقت يترقب فه خروجهم صباح اليوم الاثنين مرة آخرى إلى الشارع .
يمكن القول بأن الحكومة العراقية لا بد من أن تتخذ خطوات جادة فيما يتعلق بمحاسبة قتلة المتظاهرين وتنفيذ مطالبهم من أجل تجب صوت الشوارع في الوقت الحالي .
كما أن تنفيذ المطالب يعني تلافي العديد من الكوارث التي يمكن أن تحدث في ظل استمرار المظاهرات والذي يعني ضمنياً انتشاراً أكبر لفيروس كورونا في البلاد، والحكومة العراقية في غنى عن ذلك .
