لماذا لم تمنع إيران والعراق الزيارات الدينية مع تفشي كورونا؟
تطرق تقرير أميركي، اليوم الخميس، إلى الاجراءات العاجلة التي اتخذتها بعض دول الشرق الأوسط لمواجهة فيروس كورونا، حيث قررت السعودية تعليق مناسك العمرة للمواطنين والمقيمين، فيما لم تعلن إيران والعراق عن أي قرار جدي لوقف الزيارات الدينية للعتبات والأضرحة.
وبحسب التقرير الذي نشر اليوم، 5 آذار 2020، وفقًا لموقع (إن آر تي) العربي، فإن قرار السلطات السعودية المرتقب أن تطول فترة تنفيذه، يعتبر “صعبًا” من الناحيتين المادية والمعنوية، إذ تعتبر الأراضي المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة قبلة للمسلمين من جميع أنحاء العالم.
كما انه من الناحية الاقتصادية تصل مداخيل مناسك العمرة ومعها الحج، إلى نحو 26 مليار ريال سعودي، أي ما يعادل حوالي 6,67 مليارات دولار في السنة الواحدة.
تهديد الأمن الصحي
وأضاف التقرير أنه” في المقابل، لم تعلن إيران والعراق أي قرار جدي لوقف الزيارات الدينية للعتبات والأضرحة ، في عواصمها الدينية مثل قم وطهران والنجف وكربلاء وغيرها”، مبينا انه “من شأن عدم اتخاذ هذا القرار في إيران والعراق ، تهديد الأمن الصحي لمواطني دول الجوار، وذلك ما بدا واضحًا بعد وصول الفيروس إلى العراق وكل دول الخليج، فقط عبر أشخاص قادمين من إيران“.
قرارات متضاربة
وطرح التقرير الأميركي أسئلة حول أسباب عدم اتخاذ إيران والعراق قرار منع زيارات الأماكن الدينية ذات التجمعات الكثيفة تفاديًا لزيادة تفشي الفيروس.
وأكد التقرير أن “المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، سيف البدر، أفاد بان الوزارة وجهت تعليمات واضحة إلى هيئة المنافذ لإغلاق المعابر الحدودية أمام جميع القادمين من إيران، باستثناء حاملي الجنسية العراقية، لكن بعضها لم يتم تنفيذ إغلاقها فعليا رغم التوجيهات”
وعن سبب عدم منع الزيارات الدينية، قال البدر، بأنهم “حثوا على تجنب مختلف التجمعات بما فيها الدينية في الأماكن المقدسة، لكنه نفى وجود قرار حكومي بإغلاق المواقع الدينية على وجه الخصوص”.
وتابع بالقول إن “الصحة ستعقد لقاءات مع عبد المهدي الكربلائي (ممثل المرجعية الشيعية العليا في كربلاء والأمين العام للعتبة الحسينية) لبحث أمر تنفيذ منع الزيارات الدينية”.
ضعف الحكومة
من جانبه عزا محلل سياسي أن السبب وراء عرقلة قرار حكومي عادي بتعليق الزيارات الدينية لحماية الصحة العامة للعراقيين ودول الجوار، يعود إلى “ضعف الحكومة أمام قوة ونفوذ مراجع العتبات والشخصيات الدينية القائمة على المؤسسات الدينية”.
وأضاف أن هناك أسباب أيضًا، تعود إلى ما هو مادي مرتبط بأموال التبرعات التي يمنحها الحجاج الإيرانيون إلى العتبات الدينية في العراق.
وأشار إلى أن “العتبتين العباسية والحسينية، من أغنى العتبات الدينية في العراق، وتعولان بشكل كبير على التبرعات المالية، وبالتالي يصعب أن تسمح بإغلاقهما”.
وأشار التقرير إلى أنه بالنسبة لإيران فان “العتبة الرضوية (أشهر المواقع المقدسة في إيران) تمتلك مصارف وسلسلة فنادق ومستشفيات خاصة.. وكل هذا من أموال تبرعات الزائرين من إيران وخارجها، وبالتالي لا يمكنها السماح بإغلاقها رغم تفشي الفيروس“.
نفوذ سياسي يتجاوز الحكومة
ومن الأسباب أيضًا، اعتبار النظام المزارات الدينية، إحدى أدوات الترويج لخطاب نظام الحكم للمسلمين الشيعة عبر العالم، وصلة وصله بهم، وأحد أهم ركائز النظام الإيراني في ترويج خطابه الديني الشيعي.
كما بين خبير في الشأن الإيراني، أن هذه العتبات الدينية لها نفوذ سياسي يتجاوز الحكومة نفسها، فرئيس العتبة الرضوية (سادن العتبة أحمد مروي) يعد من الشخصيات التي يشرف على تعيينها شخصيًا المرشد الأعلى، علي خامنئي”.
رغم التحذيرات
وكانت وسائل إعلام إيرانية مقربة من الإصلاحيين نبهت بخطورة استمرار فتح الأماكن الدينية في البلاد في ظل تفشي فيروس “كورونا”، لكن شخصيات دينية خرجت للتحذير من الأمر، معتبرة المطالب الداعية للحد من انتشار الفيروس “مؤامرة أميركية” ضدها.