أردوغان يدق ناقوس الخطر: اللاجئين بالملايين نحو الدول الأوروبية
مع تفاقم القتال خلال الأشهر الماضية في شمال غربي سوريا عادت من جديد موجة اللاجئين لتضرب القارة الأوروبية مرة أخرى، سيما بعد تأكيدات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان ، السبت الماضي، بأن بلاده فتحت أبوابها أمام اللاجئين ولن تغلقها خلال الفترة القادمة.
وقال الرئيس التركي، في كلمة له أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية: “قلنا إننا سنفتح الأبواب أمام اللاجئين، لم يصدقونا، فتحنا الأبواب والآن يوجد قرابة 18 ألف لاجئ على البوابات الحدودية ويُتوقع أن يصل العدد اليوم إلى 25 ألفاً”.
وأضاف أردوغان: “لن نغلق الحدود أمام طالبي الهجرة عبر تركيا“، مردفاً بالقول: “نستضيف 3.7 مليون سوري في بلادنا ولا طاقة لنا لاستيعاب موجة هجرة جديدة”.
وأمس الأحد، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أنّ أكثر من 76 ألف مهاجر سوري غادروا ولاية أدرنة التركية على الحدود مع اليونان باتجاه أوروبا.
ويشير مراقبون إلى أن تدفق المهاجرين إلى الحدود التركية مع اليونان، يأتي على خلفية مقتل 33 جندياً تركياً بقصف جوي في إدلب، وأن أنقرة تسعى للضغط على الاتحاد الأوروبي لإصدار قرارات تعزز من موقفها بتواجدها على الأراضي السورية.
ملايين اللاجئين
وألقى أردوغان، اليوم الإثنين، كلمة خلال مشاركته في فعالية لحزب العدالة والتنمية بالعاصمة أنقرة، محذرًا دول القارة الأوروبية من تدفق ملايين اللاجئين والمهاجرين نحو أراضيها.
وقال أردوغان في هذا السياق: “منذ فتح حدودنا أمام اللاجئين، بلغ عدد المتدفقين نحو الدول الاوروبية مئات الآلاف وسيصل هذا العدد إلى الملايين”، وفقًا لوكالة (الأناضول) للأنباء.
وأوضح أن تركيا تكافح في سوريا من أجل أمن أراضيها وإنهاء الأزمة الإنسانية التي يعاني منها ملايين السوريين.
وتابع قائلا: “كبّدنا النظام السوري أكبر خسارة في تاريخه، وخسائر النظام البشرية والمادية حتى الأن، ما هي إلا بداية”.
وأردف: “منذ سنوات وتركيا تدعو الغرب لإنشاء منطقة آمنة في سوريا لإيواء الفارين من ظلم النظام، فلم يحركوا ساكنا، لكن عندما قررنا فتح الحدود أمام اللاجئين نحو أوروبا بدأت الاتصالات تنهال علينا”.
ووضع أردوغان الدول الأوروبية أمام خيارين، قائلا: “إما أن نوفر لهؤلاء عيشة كريمة على أراضيهم، أو ستتحملون نصيبكم من أعبائهم”.
اجتماع طارئ
ومع تفاقم الأزمة الإنسانية في شمال غربي سوريا، دعا الاتحاد الأوروبي، أمس الأحد، إلى عقد اجتماع غير عادي الاسبوع المقبل لوزراء خارجية دول الاتحاد، لمناقشة الوضع في محافظة إدلب السورية مع تصاعد القتال بين القوات التركية والسورية.
وقال بيان للاتحاد الأوروبي إن ” تصاعد القتال حول إدلب يمثل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين، ويتسبب في معاناة إنسانية لا توصف، وذا أثر خطير على المنطقة وما وراءها”.
وأشار البيان إلى أن “الاتحاد الأوروبي في حاجة لأن يضاعف الجهود للتعاطي مع تلك الأزمة الإنسانية بكافة الوسائل المتاحة”.
وتابع، “لذلك ندعو لاجتماع غير عادي لمجلس الشؤون الخارجية الإسبوع المقبل لمناقشة الوضع في إدلب”.
مقبرة جماعية
كما حذرت الأمم المتحدة، منتصف فبراير الجاري، من تحول مدينة إدلب السورية إلى مقبرة جماعية في حال تصاعد القتال، مؤكدة أن عدد المدنيين الذين فروا من الحرب في سوريا خلال الأسابيع العشرة الماضية أكبر بكثير من أي وقت مضى منذ بداية الحرب قبل نحو تسع سنوات.
أوضاع مزرية
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، كشف عن وجود 1.8 مليون شخص بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، شمال غربي سوريا، وأن المدنيين هناك تحت الحصار وأوضاعهم مزرية بسبب القصف العنيف.
مما يجدر ذكره أن قوات النظام السوري تسعى في الأشهر القليلة الماضية إلى استعادة معاقل كتائب المعارضة بالقرب من مدينتي إدلب وحلب، الأمر الذي دفع بالسكان إلى الفرار باتجاه الحدود التركية.