اتفاق موسكو على المحك.. وجهود مكثفة لوقف إطلاق النار

لحظة الاتفاق بين الطرفين المصدر دي دابليو
0

تنبأت الكثير من الأوساط السياسية في العالم العربي بانهيار مفاوضات اتفاق موسكو الذي وقع في موسكو في الخامس من شهر مارس الحالي، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين .

توتر بين الطرفين

ويحدث توتر متواصل بين الأطراف التركية والروسية في الأيام القليلة الماضية في سوريا خاصة فيما يتعلق بتسيير الدوريات المشتركة، بجانب إنشاء منطقة عازلة على الطريق الدولي ” إم 4 “ بعرض 12 كيلو متر وهو ما نص عليه اتفاق موسكو .

ويتواصل الرفض الشعبي من أهلي الحي بشدة يوماً بعد الآخر، باعتبار احتلالاً من جهة، ومخاطر ذلك على مناطق سيطرة المعارضة من جهة ثانية .

وعلى الرغم من ذلك، حرص الجانبان التركي والروسي على اعتبار أن الاتفاقية لا تزال سارية مع سريان وقف إطلاق النار في المنطقة، على الرغم من الخروقات الحاصلة من قبل قوات النظام السوري وحلفائه .

ورافق الإعلان التركي الروسي المشترك عن ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار، مواصلة أنقرة تحشيدها العسكري، بزج عدد كبير من الآليات الثقيلة والأسلحة والذخيرة والمقاتلين، إضافة إلى إنشاء الجيش التركي المزيد من النقاط العسكرية، تجاوزت الـ45 نقطة .

ويأتي ذلك  بهدف الرد على أي خروقات قد تحصل، خصوصاً على جبهة ريف حلب الغربي والجنوبي، والرد على استهداف القوات التركية من قبل التنظيمات الراديكالية.

حشد إيراني

وكانت القوات الإيرانية والنظام يحشدان قواتهما، لا سيما على جبهتي ريف حلب الغربي وجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي .

وتشهد منطقة تل رفعت تطورات مهمة في الفترة المقبلة نتيجة لاتفاق موسكو الأخير، مع الحديث عن تسليمها للجانب التركي، وهو ما يؤشر بالفعل إلى وجود صفقة تركية روسية حول الطريق الدولي “إم 5” (دمشق-حلب) .

وهذ الطرق لم يحصل أي حديث عنه في اتفاق الخامس من مارس، وأثيرت تساؤلات كبيرة حول ذلك، خصوصاً مع الإصرار التركي آنذاك على تراجع قوات النظام إلى خلف حدود اتفاقية سوتشي وفك الحصار عن نقاط مراقبتها، فيما يبدو أن الاتفاقات التركية الروسية تشمل تجميد ملف الطريق الدولي “إم 4″، والاتفاق يشمل فتح معابر لعودة المدنيين إلى قراهم ومناطقهم .

وفي المقابل، سيُسمح لتركيا بالقضاء على التنظيمات الراديكالية، لا سيما “حراس الدين”، ومن يرفضون من “هيئة تحرير الشام” حل الهيئة والانضمام تحت جسم واحد إلى المعارضة في البلاد .

وهو الأمر الذي يمهد لتحويل المنطقة إلى منطقة نفوذ تركي، على غرار منطقتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، وهو ما كانت تهدف له أنقرة بالحوار مع موسكو منذ أشهر .

إيران الجهة الرافضة

وتعتبر جمهورية إيران هي الجهة الرافضة لهذه التوافقات التركية الروسية، إذ تجعلها تخرج من دون تحقيق شيء في المنطقة .

وإيران كانت تسعى لإدخال القوات الموالية لها إلى المنطقة، وهو ما تم في الحملة الأخيرة للسيطرة على بلدات ريف حلب الغربي .

وتعمل إيران على عرقلة هذا الاتفاق، عبر افتعال خروقات واسعة تؤدي إلى انهيار وقف إطلاق النار، وشكلت ضمن هذا الإطار غرفة عمليات عسكرية، وزادت من الحشود العسكرية، استعدادا لعودة القتال مجددا، لكن هذه المرة جدية تركيا تفرض مواجهة على مستوى كبير، ولذلك فإن روسيا لن تسمح بحصول انهيار في المنطقة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.