الحدود البحرية بين لبنان وسوريا تخلق توتر داخلي لبناني

الحدود البحرية بين لبنان وسوريا تخلق توتر داخلي لبناني
0

وقَّعت سوريا عقد تنقيب عن النفط مع شركة روسية (كابيتال) في 9 مارس الجاري، وبدأت بعدها المخاوف اللبنانية حول ترسيم الحدود البحرية مع سوريا.

إذ وجه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، دعوة إلى السلطات اللبنانية من أجل مراسلة الأمم المتحدة لترسيم الحدود البحرية مع سوريا، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، إن لم تقبل سوريا بتحكيم دولي “حبي”.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده جعجع شمال بيروت، اتهم فيه سوريا بمحاولة الاستيلاء على 750 كم2 من المياه اللبنانية، بعد اتفاق الحكومة السورية مع الشركة الروسية للتنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط، مقابل ساحل طرطوس، قرب لبنان.

وقال جعجع أن “حكومة رئيس النظام السوري بشار الأسد اعترضت على طرح لبنان للتنقيب على النفط والغاز عام 2014″.

وأردف جعجع: “في 2017، أرسلت الحكومة اللبنانية مذكرة إلى حكومة الأسد، طلبت التواصل لتوحيد النظرة بما يخص الحدود.. ولا جواب حتى تفاجأنا منذ يومين بتلزيم شركة روسية من قبل حكومة الأسد للتنقيب عن النفط والغاز على الترسيم السوري”.

وأكد أن الخرائط الموجودة تظهر “تداخل الترسيم السوري بالترسيم اللبناني، ومحاولة الطرف السوري قضم 750 كلم مربع”.

وبدوره الوزير السابق والنائب جبران باسيل كتب على تويتر كاشفاً: “منذ تموز 2010 وحتى العام 2017، وبينما كنت وزيراً للطاقة ووزيراً للخارجية، أرسلت ما يزيد عن 20 كتابًا رسميًا إلى المعنيين في لبنان وفي سوريا لحثّهم على حل مشكلة الحدود البحرية بين البلدين، ولكن لا من يسمع ولا من يجيب في بيروت، لا بل انّ مجلس الوزراء رفض طلبي عام “2012.

وأردف باسيل: “هذه المشكلة بحاجة إلى حل قائم على حسن الجوار بين مسؤولين يكونون مسؤولين فعلاً في البلدين وليس على يد هواةٍ في المصالح الاستراتيجية. فيا أيها السياديون المستجدّون أين كنتم؟ نائمون؟ ولا تستفيقون إلا على الربح الرخيص؟ “، بحسب تيار.

مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والخبيرة في سياسات النفط، لوري هايتيان، صرَّحت بهذا الخصوص قائلة: “من أول الطريق ونحن لدينا مشكل في ترسيم الحدود مع سوريا وهذا ما كنا نقوله دائماً وكانت الحكومة اللبنانية تغطي على الموضوع وتضعه جانباً لتُبقي التركيز فقط على الإشكال الموجود في هذا الإطار مع الإسرائيليين”.

وأضافت هايتيان: “ترسيم الحدود مع سوريا أكثر صعوبة لأنه معقد أكثر وتدخل فيه السياسة والتقسيمات وهل نتحدث مع النظام أو لا نتحدث معه وكيف نتعامل مع سوريا هل نحن على خصام معها أم لا وهذا ما يجعل الملف معقد أكثر من ملف الترسيم مع الإسرائيليين”. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.