الحياة السياسية في تونس.. شلل كبير وأحزاب تنسحب ومعارك تؤجل

الحياة السياسية في تونس.. شلل كبير وأحزاب تنسحب ومعارك تؤجل
0

عقب قرار الحكومة التونسية في الأيام القليلة الماضية والقاضي بمنع التجمهر والتظاهرات، وفرض حظر التجول خوفاً من تفشي وباء كورونا، اختارت بعض الأحزاب السياسية الدخول في سبات وحجر سياسي، وانسحبت أخرى من ساحة المعركة الصحيّة .

ثُبات سياسي

وخفّ الحراك الحزبي والسياسي في تونس بشكل كبير، إثر تلك القوانين التي سنتها الحكومة في البلاد، وتحاول الأحزاب الكبرى التأقلم باستعمال التكنولوجيات الحديثة لفرض استمرار حضورها في المشهد .

وتراجعت الحياة السياسية في تونس بشكل كبير، حيث أصبح ذلك واضحاً في النشاط الحزبي بشكل قسري، وحتى على مستوى إصدار المواقف وإعلان البيانات، لتدخل بعض الأحزاب في شلل اختياري .

اجتماع الأخوة الأعداء

ومنذ اجتماع رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ برؤساء الأحزاب في الأسبوع الماضي، والذي مثّل حدثاً فارقاً بجمع الأضداد والأعداء والمتنافسين على طاولة واحدة، وذلك من أجل الخروج برسالة موحدة للتونسيين، إلا أن هذا اللقاء الذي حظي باستحسان وإعجاب المتابعين لم ينته إلى نتائج ملموسة في الواقع .

وتواصل الأحزاب الكبرى في البلاد فرض حضورها في المشهد السياسي بشكل ضعيف من خلال الاعتماد على الوسائط التكنولوجية الحديثة، إذ عقد حزب “النهضة” اجتماع مكتبه السياسي عن بُعد .

وانعقد مجلس الجهات للكتّاب العامين، برئاسة زعيم الحزب راشد الغنوشي، الذي يُعد من أكثر الشخصيات السياسية حراكاً ونشاطاً مقارنة بمنافسيه في المعارضة أو في أحزاب الحكم في البلاد .

حضور سياسي

ولم يفوت حزب “النهضة” مناسبة لإبراز حضوره سياسياً من خلال وزرائه في الحكومة، أو أعضائه في البرلمان، عكس أحزاب أخرى عزفت عن المشاركة، خصوصاً غير الممثلة تحت قبة البرلمان التونسي، والتي لوحظ تلاشي حضورها تماماً مع الأزمة الصحية في البلاد .

وتسعى بعض الأحزاب المعارضة بدورها، كما أحزاب الائتلاف الحكومي، إلى التمسك بموقعها، وإبراز حضورها في المشهد السياسي رغم التبعات الصحية .

ويحسب لرئيسة “الحزب الدستوري الحر” عبير موسي، بحسب المتابعين، محافظتها على مخاطبة أنصارها بشكل دوري، وشبه يومي عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، كما نظمت اجتماعات حزبية مع الديوان السياسي لحزبها عن بُعد، وذلك من أجل التفاعل ومناقشة القضايا الخاصة بالحزب .

انحسار في المنافسة السياسية

من واقع الحال يبدوا أن الأزمة الصحية الراهنة التي تمر بها البلاد دفعت إلى انحسار المنافسة السياسية، وتراجع منسوب الخلافات الحزبية المباشرة بين الأحزاب المتنافسة في البلاد .

وعلى الرغم من بعض التجاذبات المسجلة أخيراً بين مساندي قانون التفويض لرئيس الحكومة لإصدار المراسيم ومعارضيه، أو بعض التدافع بين رأسي السلطة التنفيذية والتشريعية في البلاد، إلا أن الصراعات لم تخرج بدورها عن محيط وباء كورونا وتداعياته على تونس وعلى الشعب التونسي .

ومن الواضح فإن المشهد السياسي في تونس بات أشبه بالهدنة السياسية خلال تفشي كورونا، إذ عمل الوباء قسراً على تأجيل الخلافات السياسية والصراع الدائر بين الأحزاب إلى ما بعد انتهاء الأزمة  .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.