مع تنامي التوترات السياسية في العراق بات في حكم المؤكد أن المرحلة المقبلة يجب أن تكون مرحلة لتحكيم صوت العقل بدلاً عن السلاح، حتى لا يصبح الوضع أسواء مما هو عليه الآن، إذ أن الصراع في العراق بين القوات المختلفة بات يتخذ شكلاً جديداً يوماً بعد الآخر .
تحذيرات الأمم المتحدة
وبدورها حذرت الأمم المتحدة عن طريق مبعوثتها الأممية جينين هينيس من أن الوضع في العراق قد يعجل بدفع البلاد إلى المجهول .
وهو أمر في حالة حدوثه في يصبح الوضع معقداً لدرجة كبيرة، يصبح بموجبه العراق بؤرة للفساد والجماعات الإرهابية المختلفة .
ولم تظهر المتحدثة باسم الأمم المتحدة متفائلة من الوضع في العراق، موضحة بانه لا يوجد ما يدعو للتفائل، داعية الأطراف العراقية إلى تغليب المصلحة العامة على المصالح الفردية من أجل النهوض بالعراق وقيام الحكومة بوظائفها في دولة طبيعية.
وتأمل جينين في أن تقوم “انتخابات حرة ونزيهة” في العراق، لافتة إلى أن «المشهد الأمني معقد، ومليء بالتحديات والمعوقات»، محذرة من «كيانات مسلحة ذات انتماءات غير واضحة». ودعت إلى «تفكيك أو إدماج هذه الكيانات، ووضعها تحت سيطرة الدولة دون تأخير» .
التوافق على شخصية جديدة
ومن الواضح فإن المشاورات مستمرة في العراق من أجل التوافق على شخصية جديدة تكلف رئاسة الحكومة، خلفاً لرئيس الحكومة المعتذر محمد علاوي.
وهذه المساعي تتمثل في عريضة يجري توقيعها داخل البرلمان العراقي، وتدعو إلى تكليف شخصية مستقلة تشكيل الحكومة، وذلك عقب إخفاق محمد توفيق علاوي في تشكيل حكومة جديدة وإعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي انسحابه من دوره .
وفي سياق البحث عن حلول للشأن السياسي العراقي، قال مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن «الحراك السياسي الأخير، المتمثل في الاجتماعات التي عقدها رئيس الجمهورية برهم صالح مع العديد من الزعامات الشيعية لم ينجم عنه حتى الآن موقف محدد حيال أزمة تشكيل الحكومة العراقية المقبلة .
وخرجت العديد من الأصوات المنادية بتبني كل جهة معينة لمرشح سياسي محدد، ويتم بنهاية الأمر عن طريق التصويت داخل البرلمان بتحديد شخصية معينة .
الناظر للوضع الآن في العراق يعي جيداً بأنه معقد للغاية كما أنه مليء بالتحديات، وظهرت مؤخراً بعض الكيانات المسلحة ذات الانتماءات غير الواضحة .
وهذه الكيانات كما قالت عنها جينين بأنها يجب أن يتم وضعها تحت سيطرة الدولة من دون تأخير، منوهة إلى أنه لا بد من إصلاح النظام كي يحصل الرجال والنساء على حياة أكثر ازدهاراً».
الأولوية لمطالب الشعب
ويعمل المتظاهرون في العراق على البقاء في الشارع حتى الحصول على حكومة رشيدة يمكنها أن تُخرج البلاد من الأزمات المتتالية التي تبقبع فيها في الوقت الحالي .
وكان المندوب العراقي الدائم لدى الأمم المتحدة محمد حسين بحر العلوم، إن «المتظاهرين نجحوا بإيصال أصواتهم إلى الحكومة والأوساط السياسية والدينية والمجتمعية على حدّ سواء»، مضيفاً أن المشاورات السياسية في الأشهر القليلة الماضية سعت إلى تلبية مطالب المتظاهرين. وأشار إلى أن الرئيس برهم صالح كلّف محمد توفيق علاوي تشكيل حكومة جديدة، ثم اعتذر الأخير .
