الغارديان: 84% من اللاجئين السوريين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة
أفردت صحيفة الغارديان البريطانية، في عددها الصادر اليوم، تقريراً للحديث عن معاناة اللاجئيين السوريين النفسية والعقلية جرّاء الحرب السورية.
وقالت الصحيفة في تقريرها، اليوم الإثنين، أن “أكثر من ثلاثة أرباع اللاجئين السوريين يعانون من أعراض نفسية خطيرة، بعد 10 سنوات من اندلاع الحرب”.
من جانبها، وبعد أن قامت بدراسة استقصائية عن السوريين النازحين، دعت جمعية خيرية بريطانية إلى مزيد من الاستثمار في خدمات الصحة العقلية للاجئين في عدة دول بعد أن وجدت أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) منتشرة على نطاق واسع بين اللاجئين.
وانتهت الدراسة التي شملت 721 سوري يعيشون في لبنان وتركيا ومحافظة إدلب التي تقع شمال غرب سوريا، إلى أن 84% لديهم على الأقل 7 من أصل 15 من الأعراض الرئيسية لاضطراب ما بعد الصدمة.
بدورها، أكّدت منظمة الإغاثة السورية أن اللاجئين والنازحين داخلياً بسبب النزاع يكافحون من أجل الحصول على الدعم.
كما أشارت المنظمة إلى أن 15% فقط من اللاجئين في لبنان متاح لهم علاج الصحة العقلية، بينما لا يتجاوز الرقم 1% للاجئين في إدلب.
وعقبت الباحثة الأمريكية في مجال الصحة العقلية بين النازحين السوريين، ديانا ريس، على تقرير “الإغاثة السورية”، قائلة: إن “مسح إغاثة سوريا لم يكن كبيراً بما يكفي لاستخلاص استنتاجات منه، لكنه أظهر الحاجة إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لهذه القضية”.
مضيفة: “نحن نعلم حقيقة أن هناك تأثيرات متعددة الأجيال لاضطراب ما بعد الصدمة والصدمات على السكان. كما نعلم أن هذا سيؤثر على الأطفال الذين ولدوا خلال النزاع”، مؤكدة أنه “من المهم معالجة الصحة النفسية والصدمات، خاصة وأن العديد من السوريين يشعرون الآن أن الحرب قد نسيت”.
وتعرض ملايين السوريين منذ بداية الأزمة السورية، في عام 2011، للنزوح داخلياً وخارجياً، وتتراوح أعداد النازحين خارجياً بين 5.5 مليون و6 ملايين نسمة، فيما تجاوز عدد النازحين داخل سوريا الـ6 ملايين نسمة.
علاوة على ذلك، يتعرض السوريون في دول الجوار مثل لبنان وتركيا والأردن، لمختلف أنواع المضايقات والازعاجات.
ففي لبنان، بلغت ذروة المضايقات التي يتعرض لها السوريون في الفترة بين عامي 2012 و2015، ويرى البعض أن اللبنانيين ينتقمون منهم، بسبب الانتهاكات التي ارتكبها النظام السوري بحقهم بين عامي 1976 و2005.
ووثقت منظمة “هيومن رايتس ووتش” 11 هجوماً عنيفاً في أغسطس وسبتمبر عام 2020، ضدّ سوريين غير مسلحين أو ضدّ أشخاص اعتبرهم مواطنون لبنانيون أنهم سوريين، ومنها هجمات بالبنادق والسكاكين. وبحسب ضحايا وشهود وعمال إغاثة، تم استهداف جميع الضحايا لأنهم يحملون الجنسية السورية.
وقال جميع الضحايا إنهم لا يثقون في عزم السلطات اللبنانية على حمايتهم أو التحقيق في الهجمات. كما قال شهود في أربع حالات على الأقل إن الهجمات نفذت في حضور قوات الأمن اللبنانية التي رفضت التدخل.