الفيضانات في السودان .. أعمال تطوعية متكاتفة تتصدى للكارثة

الفيضانات خلفت مئات الآف من المتضررين \ رويترز
0

حلت كارثة الفيضانات في السودان بوقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية خانقة كان لها تأثيرها على كل مناحي الحياة، الأمر الذي قاد الحكومة للوقوف شبه مكتوفة الأيدي للتصدي للمأساة التي أزهقت ما يزيد عن مائة نفس ودمرت آلاف المنازل وشردت مثلهم من الأهالي.

وتعد الفيضانات في السودان هذا العام هي الأضخم التي تضرب البلاد في آخر 100 عام، ما عجل بعدد من المسؤولين بالاعتراف بصعوبة التصدي للآثار التي خلفتها الكارثة.

وذكر رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك خلال تفقده آثار الفيضانات بمدينة سنجة يوم الإثنين الماضي أن الفيضانات التي تضرب البلاد تفوق قدرة الحكومة.

تأخر تعيين ولاة الولايات

لكن جمال حسين القيادي في التجمع الاتحادي وقوى الحرية والتغيير يحمل مسؤولية التقصير الحكومي للتأخر في استكمال هياكل السلطة الانتقالية، خاصة في ما يتعلق بتعيين ولاة الولايات.

ويشير حسين وفقًا لموقع (الجزيرة نت) إلى أن الفيضانات في السودان بدأت بعد أداء الولاة المدنيين للقسم بيومين، وبالتالي تسقط مسؤوليتهم عن عدم التحضير الجيد للفيضانات والخريف الذي توقعته هيئة الأرصاد الجوية منذ أكثر من شهرين.

ويقول إن من ضمن المعيقات التي تواجه الولاة الجدد هي المحليات (المحافظات) والمجالس والهيئات الولائية، التي ما زالت تعج بأنصار النظام السابق حسب تعبيره.

مبادرة “نفير”

وفي ولاية الخرطوم أكثر ولايات البلاد تهديدا بالفيضانات بسبب مشاطأتها لثلاثة أنهار، يقول الوالي أيمن خالد إن غرف الطوارئ بالولاية دفعت بآليات لتساعد في شفط المياه وتعزيز التروس الواقية من الفيضان بجزيرة توتي ومنطقة ود عجيب (جنوبي الخرطوم).

ويشير محمد إسماعيل منسق المكتب الاعلامي في مبادرة “نفير” إلى أن حكومة ولاية الخرطوم منحت مقرا للمبادرة، وتوفر حاليا الوقود للحركة، وتسهل سفر المتطوعين للولايات على عكس المضايقات، التي مارسها النظام السابق بحق “نفير”، والتي شملت إيقاف الأنشطة والاعتقالات.

وبدأت “نفير” أنشطتها الإنسانية في 2013، وكانت السلطات الأمنية إبان حقبة الرئيس المعزول عمر البشير تعارض أنشطتها.

الوضع كارثي

وبحسب المنسق الإعلامي لنفير، فإنهم ينشطون حاليا بخمس ولايات تشمل الخرطوم ونهر النيل والشمالية والنيل الأبيض وسنار، وعدّ أن الأيام 5 الماضية كانت حرجة مما يستدعي تنشيط التبرعات من الأفراد والمنظمات، لأن الوضع كارثي.

ويوضح أن كادر المتطوعين غير كاف، ويعمل على مدار الساعة، قائلا إن المتطوعين لم يتجاوز عددهم نحو 40 قبل إعلان حالة الطوارئ، لكن عددهم أخذ في الازدياد بعد ذلك.

ويؤكد محمد إسماعيل أن “نفير” تتلقى البلاغات عبر أرقام هواتف مخصصة، ومنها تنقل المهام للمكتب الميداني لتحديد الاحتياجات من مخازن المبادرة أو عبر التبرعات حال لم تكن متوفرة.

وينصح بتنسيق أكبر مع الدولة حتى لا تضيع جهود التصدي للفيضانات هباء، وبدعم منظمات المجتمع المدني، بغض النظر عن الجهات التي سيذهب إليها الدعم.

مبادرة لجان المقاومة

وطبقا لجمال حسين القيادي في قوى الحرية والتغيير، فإن لجان المقاومة تقوم بالتصدي للفيضانات على امتداد النيل ابتداء من جزيرة توتي عند مقرن النيلين الأزرق والأبيض وحتى التمانيات (شمال ولاية الخرطوم).

وينوه حسين الذي يقطن جزيرة توتي إلى أن الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية كبيرة، لكن اتساع رقعة المناطق المتضررة يجعل هذه الجهود غير مرئية.

لكن حسين يبدي أسفه، لأن حالة الطوارئ غير المعلنة تبدو غير ملموسة، حيث كان يفترض مساندة كل المواطنين وكل المؤسسات في القطاع العام والخاص لجهود التصدي لكارثة الفيضانات.

ويتابع قائلا “خلال النظام البائد كان هناك إحجام عن العمل العام، لكن بصراحة الآن كنا نتوقع ما يشبه الثورة في التصدي للفيضان”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.