ثورة سوريا.. آثار الحرب تخلف مليون ونصف لاجئ في لبنان

ثورة سوريا
0

دخلت ثورة سوريا التي انطلقت في منتصف مارس من العام 2011 عامها العاشر في وقت قدرت فيه تقارير حقوقية عدد اللاجئين السوريين في لبنان بمليون ونصف لاجئ.

وبحسب تقرير نشر على موقع وكالة الأنباء التركية ” الأناضول ” فقد مرت تسعة سنوات على اندلاع الحراك الشعبي في سوريا، في 15 مارس/آذار 2011، وذلك عقب أحداث أثارت غضب الشارع السوري، كان أبطالها أطفال مدينة درعا (جنوب)، حين قام النظام السوري باعتقال 15 طفلا، بسبب كتابتهم على حائط مدرستهم في المدينة شعارات مناهضة للرئيس السوري بشار الأسد .

و يوم الخامس عشر من مارس/آذار توسعت رقعة الاحتجاجات التي بدأت كمظاهرة صغيرة في العاصمة دمشق، ، لتتوسع إلى مدن عدة، وتشمل كل المحافظات لتبدأ ثورة سوريا خطواتها الأولى. وتمثلت مطالبات المتظاهرين السلميين آنذاك، بالحرية والكرامة وإسقاط نظام الأسد، الذي يحكم في سوريا منذ 49 عاماً.

التوجه نحو لبنان

تسبب تصاعد العنف الممارس ضد السوريين من قبل النظام، إلى نزوح السوريين من مناطقهم إلى مناطق أكثر أمناً، ثم تهجيرهم فيما بعد إلى البلدان المجاورة وأبرزها لبنان.

ولا يزال أكثر من مليون سوري هجروا من مدنهم ومنازلهم يقبعون في لبنان في مخيمات لا تقيهم برد الشتاء وحرارة الصيف، في الذكرى التاسعة لاندلاع ثورة سوريا وهم ينتظرون حلًا سياسياً يسمح لهم بالعودة طوعاً، في ظل أجواء آمنة يوفرها لهم الانتقال السياسي، دون السماح بوقوع الضرر بهم من قبل قوات الأسد .

في هذا السياق، قال عادل الزجيل (28 عاماً): “كان مطلبنا الحرية فقط، وندعو الله أن تعود الثورة السورية إلى بداياتها وننال الحرية”.

وتابع الزجيل في حديثه عن ذكرة ثورة سوريا: “الآن نحن مشردين بكل الدول ولا أحد يستقبلنا ووضعنا أصبح سيئا، أنا منذ ٩ سنوات لم أر أهلي المتواجدين في تركيا ولايمكنني الذهاب إليهم، نتمنى العودة إلى بلدنا وتحقيق آمالنا بالحرية”.

وقال لؤي المحمد، نازح من حلب (40 عاماً): لا يعقل أن يتخلى إنسان عن حريته مهما حصل، مهما خسرنا قتلى وجرحى ومشردين، بالنهاية يجب أن يحصل الإنسان على حريته، ولن نتنازل عنها وخصوصاً الشعب السوري وسنحمي ثورة سوريا بدمائنا ونراقب المآلات المستقبلية .

أما ثانية بدري (45 عاماً) فقالت : “نريد العودة إلى سوريا ولكن بعد ماذا؟، بعد أن تدمر كل شي وخسر الأولاد مدارسهم وخسرنا الوطن ومستقبل أولادنا”. وقال جاسم لاجئ أيضا في مخيمات لبنان: “أنا كإنسان أريد ان أعيش وأولادي بكرامتنا وحريتنا”. أما عبدالله فقال: “الكرامة والحرية والإنسانية الجميع يريدها، الجميع يؤيد الكرامة والحرية ونريد أن نكون سعداء”.

لبنان ملاذ السوريين

ونزح إلى لبنان حوالي 1.5 لاجئ سوري، بعضهم يقيمون بطريقة غير شرعية منذ اندلاع ثورة سوريا، وصعّدت الحكومة اللبنانية الخطاب التحريضي ضد اللاجئين السوريين والمطالب بعودتهم إلى سوريا، كما عمدت بعض البلديات إلى تهجير بعضهم قسراً رغم المخاوف المبررة من الملاحقة لدى العديد من اللاجئين واستمرار النزاع في سوريا، بحسب التقرير العالمي لعام 2019 الصادر عن منظمة “هيومن رايتس ووتش ” .

وجاء في تقرير هيومن رايتس ووتش أن “سياسات الإقامة في لبنان تصعّب على السوريين المحافظة على إقامتهم بالصفة القانونية، ما يعرضهم لتزايد خطر الاستغلال والإساءة وتحّد من قدرة اللاجئين على الوصول إلى العمل والتعليم والرعاية الصحية.”

إجلاء قسري

وتابع تقرير المنظمة عن اللاجئين بعد ثورة سوريا أن “بلديات في لبنان أجلت قسرا آلاف اللاجئين في إطار عمليات طرد جماعي بدون أساس قانوني أو مراعاة الإجراءات القانونية الواجبة.”.

وتدخل ثورة سوريا عامها العاشر، مثقلة بالكثير من الأزمات السياسية والانتكاسات العسكرية، فضلا عن أزمة اللاجئيين السوريين، ومئات الآلاف من المعتقلين في سجون نظام الأسد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.