حكومة الزرفي .. عقبة القوى الشيعية تهدد تكوينها

رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي \ صحيفة العرب
0

أبدى عدد من الكتاب العرب عبر الصحف الورقية والإلكترونية رأيهم في العقبات التي من شأنها أن تقف عائقًا أمام تشكيل حكومة عراقية جديدة برئاسة عدنان الزرفي .

حيث يرى بعض الكتاب، وفقًا لموقع (بي بي سي) عربي أن سبب انقسام القوى السياسية على ترشيح الزرفي جاء نتيجة لاختلاف ولاء عدد من القوى الشيعية الرئيسية في البلاد بين إيران وأمريكا.

في الوقت الذي يرى فيه آخرون أن القوى الشيعية تفكر في مصلحتها الشخصية وتخشى من أن الحكومة القادمة قد تحاول محاسبتها.

انقسام القوى الشيعية

عبر جريدة العرب اللندنية، قالت الكاتبة باهرة الشيخلي إن “الصراع ربما سيستمر بين القوى الشيعية في العراق على منصب رئيس الوزراء حتى منتصف العام الحالي، إلا إذا تم حسمه بطريقة غير متوقعة، وربما من سيحسمه سيكون من خارج اللعبة المسماة العملية السياسية”.

وأضافت الكاتبة: “الغريب أن المعسكر الذي نسميه شيعيًا، انقسم على نفسه إلى ولاءين أحدهما لأمريكا وثانيهما لإيران، ويعير كل قسم شقيقه بولائه، فالموالي لأمريكا يريد استثمار كراهية العراقيين للنفوذ الإيراني في بلدهم وما جلبه لهم من خراب وقتل وإبادات. بينما الموالي لإيران يريد استثمار معاداة العراقيين لأمريكا، التي غزت بلدهم واحتلته وأشاعت فيه الفوضى وأسست للخراب في جميع المناحي”.

قواعد لعب جديدة

وفي ذات الاتجاه، يرى الكاتب خالد العرداوي عبر مقاله في جريدة العالم العراقية، أنه “في ظل شرق أوسط متغير، وقواعد للعب جديدة بين لاعبيه الكبار، بدا البيت السياسي الشيعي في العراق في أسوأ حالاته؛ كونه يعيش مأزقًا كبيرًا للغاية، فالسياسي الشيعي لم يستوعب بما فيه الكفاية التغيير الحاصل، ولا زال يظن، أو يريد أن يوهم نفسه بأن كل شيء في المنطقة كما كان في السابق، منكرًا، أو متغافلًا عن واقع كونه سمح -بشكل ما- لنفسه أن يصير جزءا من أوراق ضغط الآخرين، كما سمح لبلاده أن تصبح ساحة لتصفية حساباتهم”.

تسائل

بدوره تسائل الكاتب حميد الكفائي في جريدة صوت العراق، قائلًا: “لماذا أصيبت القوى السياسية العراقية المسلحة الموالية لإيران بالهلع من تكليف عدنان الزرفي لتشكيل حكومة جديدة؟ علمًا أنه من الوسط الإسلامي الشيعي الذي تنتمي إليه، وكان قادة هذه القوى متعايشين ومنسجمين معه خلال 17 عامًا، ويتعاملون معه كعضو فاعل في التحالف الشيعي، ومحافظ لأهم محافظة دينية يرتادونها ويدعون الانتساب إليها”.

وفسر الكاتب تلك التساؤلات بالقول: “من خلال استعراض سريع لتاريخ هؤلاء، نعرف بأنهم لم يجتمعوا يومًا لمصلحة وطنية، لكنهم يجتمعون وينسقون ويتعاونون للاحتفاظ بمصالحهم ومصلحة إيران التي ترعاهم وتسندهم. إنهم يخشون من أن الحكومة المقبلة، خصوصًا إذا كانت مدعومة دوليًا، سوف تحاسبهم وتكشف سرقاتهم وجرائمهم بحق العراقيين وتفكك ميليشياتهم التي تمكنوا عبرها من السيطرة على العراق”.

خوف من نوايا الزرفي

وفي سياق متصل، يقول هادي جلو مرعي في وكالة نون الخبرية العراقية إن “القوى الشيعية الأساسية أعلنت رفضها تكليف الزرفي لتشكيل حكومة جديدة، وكررت ذلك في بيانات بعد أكثر من اجتماع عقد في منازل القادة الكبار لأسباب طال ويطول شرحها متصلة في الغالب بالخشية من نوايا المكلف السياسية”.

مهمة معقدة

الغالبية العظمى من المراقبين يرون بأن مهمة رئيس الوزراء المكلف لن تكون بتلك السهولة، وأن عامل الوقت فيما يخص تشكيل حكومة جديدة وتحقيق مطالب المتظاهرين والكتل السياسية، قد لا يسعفه.

وفي هذا الصدد يقول الكاتب والمحلل السياسي العراقي إياد الدليمي، إن المهمة أمام الزرفي صعبة للغاية، بل ويعتبرها أصعب من مهمة سلفه محمد علاوي، نظرًا لرفضه من قبل الكتل السياسية الشيعية، ومعها بعض القوى السنية، فضلًا عن الموقف غير الواضح من قبل القوى الكردية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.