دير الزور تشهد توترات أمنية في ظل سيطرة “قسد” وانتشار “داعش”
تشهد محافظة دير الزور في الشمال الشرقي من سوريا توتراً أمنياً، مع ارتفاع وتيرة المظاهرات الشعبية الغاضبة والرافضة لوجود ميليشيات “قسد” من ناحية، ومن ناحية أخرى، ازداد نشاط تنظيم “داعش” الإرهابي بشكل واضح ومقلق حول محيط المدينة.
وكشفت مصادر محلية، اليوم الإثنين، عن تجمهر حشد كبير من أهالي منطقة العزبة بريف دير الزور الشمالي بمظاهرة حاشدة احتجاجاً على ممارسات ميليشيا قسد المدعومة أمريكياً، رداً على إمعان الميليشيا في ممارساتها التعسفية وجرائمها بحق الأهالي واختطاف الشبان للزج بهم قسرا للقتال في صفوفها.
وقالت المصادر، إن “المحتجين قطعوا الطرقات أمام تعزيزات أرسلتها ميليشيا (قسد) لقمع المظاهرة وقاموا بطرد مسلحيها المتمركزين في دوار الصناعة وذلك رداً على إقدام مسلحي الميليشيا باقتحام بلدات أبو خشب والشحيل والعزبة بريف دير الزور الجنوبي الشرقي والشمالي واختطاف 19 شخصاً واقتادتهم إلى جهات مجهولة”.
ويتعرض شبان الجزيرة والشمال السوري لأعمال اختطاف يومية، بهدف التجنيد الإجباري أو ضمن حملات الاعتقال للمعارضين في المناطق المسيطر عليها، من قبل “قسد” المدعومة بشكل مباشر من الجيش الأمريكي.
إلى ذلك، ازداد أيضاً، نشاط تنظيم داعش الإرهابي في الآونة الأخيرة حول محيط دير الزور والبادية السورية، فتوفي ما لا يقل عن 30 شخص بينهم 8 مدنيين و22 جندي من الجيش السوري، فيما جّرح آخرون جرّاء هجوم إرهابي على حافلة تقلهم في منطقة كباجب على الطريق بين دير الزور وتدمر.
يذكر أن المنطقة الغربية والغربية الجنوبية من محافظة دير الزور والجهة الشرقية الجنوبية من محافظة الرقة شرقي سوريا وبادية حمص، مفتوحة على صحراء وبادية منطقة التنف على الحدود السورية الأردنية، ولدى الجيش الأمريكي في تلك المنطقة قاعدة غير شرعية تحوي معدات عسكرية ثقيلة.
وينتشر في تلك المنطقة، بقايا تنظيم داعش الإرهابي بشكل كبير وتنطلق منها لشن هجمات في أرياف دير الزور والرقة وحماة وحمص.
وباتت منطقة البادية السورية القاعدة الرئيسية التي تنطلق منها هجمات خلايا “داعش”، وذلك بعد أكثر من عام من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية القضاء على نفوذ التنظيم بشكل كامل، بعد السيطرة على آخر معاقله في منطقة الباغوز بريف مدينة دير الزور السورية.
ويرى مراقبون في الشأن السوري، أنه لمغادرة قوات الجيش الروسي الحليفة للجيش السوري، أثر سلبي على دير الزور.
فعندما كانت المدينة تحت سيطرة الجيش الروسي، كانت تعيش سلاماً وأماناً إلا أنه عندما غادر الروس المحافظة باتت تشهد فلتاناً أمنياً يرعب السكان المحليين والمدنيين من ممارسات الميليشيات المدعومة أمريكياً مثل “قسد” و”داعش”.
ويؤكد المراقبون أنه لا يمكن لـ”داعش” الظهور مجدداً في هذه المنطقة، إذا كانت القوات الروسية هناك، التي تشن عبر طائراتها ضربات استباقية تعمل على تدمير جميع كمائن والعبوات والالغام وخلايا داعش النائمة.
بالمقابل، ذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية نقلاً عن مصدر ميداني رفيع المستوى، في وقت سابق، أن “قوة روسية خاصة توجهت، بالإضافة إلى وحدات من الجيش السوري باتجاه بادية دير الزور بهدف القيام بعملية تمشيط واسعة للمنطقة الحدودية السورية العراقية بالقرب من منطقتي الميادين والبوكمال، وذلك بعد رصد تحركات لخلايا تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في المنطقة”.
وبحسب المصدر، فإنه من المقرر “بدء عمل عسكري واسع في منطقتي الميادين والبوكمال لتأمين كامل الحدود السورية العراقية شرق دير الزور”.
وتأتي هذه التجهيزات وفقاً للمصدر، ضمن عملية البحث عن خلايا تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، التي بدأت تنشط مؤخراً على الحدود السورية العراقية، بهدف تنفيذ هجمات ضد مواقع الجيش السوري.
[…] تشهد محافظة دير الزور توتراً أمنياً، مع ارتفاع وتيرة المظاهرات […]