سودانيون غاضبون : نواجه كارثة إنسانية لا تقل عن كارثة مرفأ بيروت
عبر منصات التواصل الاجتماعي برز سودانيون غاضبون لما اسموه “التعاطف الانتقائي” من تعاطي الدول العربية والعالم أجمع للأوضاع التي تمر بها البلاد بسبب الفيضانات التي أحدثت خسائر في الأرواح والممتلكات.
وأعلن مجلس الأمن والدفاع بالسودان حالة الطوارئ بعموم البلاد بعد وفاة نحو 100 شخص وتشريد أكثر من نصف مليون آخرين وانهيار أكثر من 100 ألف منزل.
وقرر المجلس، وهو أعلى هيئة أمنية في البلاد، اعتبار السودان منطقة كوارث طبيعية، كما أعلن حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر.
حشد التعاطف
ومند أسبوع، يحاول ناشطو السودان بيأس حشد التعاطف بنشر صور ومقاطع فيديو توثق معاناة السودانيين بسبب الفيضانات ولكنها لم تشهد صدى يذكر.
وقبل شهر، أقام مستخدمون، من كافة البلدان والأعراق والخلفيات، مواقع التوصل الاجتماعي ولم يقعدوها تعاطفا مع لبنان على خلفية انفجار مرفأ بيروت يوم 4 أغسطس الماضي. ولا يزال التعاطف يملأ الشبكات الاجتماعية حد اللحظة.
ومن وحي هاشتاغ #من_قلبي_سلام_لبيروت انتشر الأحد على نطاق واسع هاشتاغ #من_قلبي_سلام_للخرطوم.
وقال معلقون سودانيون غاضبون إن كارثة السودان تعتبر مثالا حيا على التعاطف الانتقائي، مؤكدين أن بعض الكوارث تمتلك كاريزما تستحق الاهتمام كانفجار بيروت، وأخرى فقيرة وغير جذابة، كفيضانات السودان، وفق تعبير بعضهم.
معاملة بالمثل
وتداول معلقون على إثر ذلك صورًا ومقاطع فيديو من السودان وصفوها بأنها “مؤلمة وقاسية”.
وبحسب موقع صحيفة (العرب اللندنية) لا يقارن بعض مستخدمي تويتر “ألم اللبنانيين بألم السودانيين”، وفق تعبيرهم ولكنهم يوجهون رسالة لمن تبرّع ودعم وساعد.. “أن يفعل المثل”.
وكتبت ناشطة: 97 شهيدا و1200 جريح في فيضان نهر النيل على العاصمة السودانية #الخرطوم وضواحيها والآلاف من المنازل المدمرة.. ولم نر البلاد والشعوب العربية تتضامن معها.. بالرغم من أن الفيضان لا يزال مستمرا حتى الآن ويحصد العشرات من الأرواح والمنازل.
عالم عنصري
وقالت مغردة: قديش بشع! انه هاد الهاشتاغ الإنساني، النشطاء السودانيون عم يحاولوا يقنعوا الناس إنهم ينشروا عنه؟ إنه يوصل صوت السوداني. قديش العالم منحاز وعنصري؟ وبيختار إنه بلد أهم من بلد تاني، حسب لونه ووجوده الإعلامي وأهميته الفنية، كيف صرنا نقيس أهمية الإنسان؟ #من_قلبي_سلام_للخرطوم #السودان.
واعتبر معلقون أن “التعاطف الانتقائي خير دليل على النفاق العربي والدولي في أقذر صوره”. وشرح آخرون أن السبب هو الظلم الذي تعرض له السودان إعلاميًا.
التعاطف الانتقائي
وقال مغرد: السودان، هذا البلد دائما مظلوم إعلاميا من قبل العرب سواء كانوا إعلاميين أو ناشطين، في ما يتعلق بكل النكبات والأزمات التي تحدث فيه. لا أعرف لماذا الناس يرون شعبا منكوبا وشعبا آخر قد يكون أكثر نكبة منه ولا يتم أخذ الموضوع بعين الاعتبار والأهمية! #من_قلبي_سلام_للخرطوم. وقال معلقون إن “التعاطف الانتقائي هو نوع من أنواع العنصرية.
وشرحت تغريدة: والتعاطف رد فعل لا شعوري في الدماغ تتحكم به خبرات الإنسان السابقة، وتشير إيما ملكويني، الرئيسة التنفيذية لشركة “إلبي ديجيتال”، إلى أن موقعي فيسبوك وتويتر ساعدا في ظهور جيل أكثر تعاطفا من غيره. لكن التعاطف لا يشمل الجميع.
يذكر أن الأمر لم يختلف في وسائل الإعلام عن مواقع التواصل الاجتماعي. وعادة لا يتفاجأ الأفارقة، وغيرهم من ذوي البشرة السمراء في جميع أنحاء العالم، من عدم تغطية الإعلام خاصة الغربي لمآسيهم.