شبح كورونا .. ذريعة أوروبية لإيقاف موجة اللاجئين

لاجئين على الحدود اليونانية التركية \ One America News Network
0

بات شبح فيروس كورونا المستجد يشكل تهديدًا على كل مناحي الحياة، بل وأصبح الشغل الشاغل للعالم في الوقت الحالي، لا سيما في القارة الأوروبية العجوز التي وبحسب منظمة الصحة العالمية باتت الآن تشكل بؤرة وباء كوفيد19.

وفي خضم هذه الأزمة التي تشكل تهديدًا للحياة البشرية، تطفو على السطح الآن أزمة أخرى بدأت قبل أشهر قليلة، تتعلق بموجة الهجرة إلى دول القارة الأوروبية عبر البوابة التركية التي أعلنت فتح أبوابها أمام اللاجئين، وهاهم الآن بمئات الآلاف، سواءاً على الحدود اليونانية –التركية أو التركية-المجرية.

المجر تغلق حدودها

ومع تفشي أزمة شبح كورونا ، أعلنت المجر أنها لن تسمح بمرور أي أحد إلى أراضيها، مبررة ذلك بالتخوف من تفشي فيروس كورونا. وأعلن غيورغي باكوندي، مستشار رئيس الوزراء المجري أنه تبيّن “وجود رابط بين فيروس كورونا والمهاجرين غير النظاميين”، وأضاف أن غالبية المهاجرين إلى أوروبا هم من الأفغان والفلسطينيين والإيرانيين، وليس من السوريين، وقد يكون كثر من بينهم عبروا إيران، التي تعد بؤرة للفيروس.

أوضاع كارثية

“الأوضاع هنا كارثية وخارجة عن السيطرة”، هكذا تقول لاجئة سورية “عالقة” على الحدود بين تركيا واليونان مع آلاف اللاجئين الآخرين، الذين يحاولون منذ أيام تحقيق حلمهم في الوصول إلى “الفردوس الأوروبي” عبر اليونان.

وتضيف اللاجئة في فيديو نشرته على فيسبوك: “قبل أن نتوجه إلى الحدود أخبرونا (في تركيا) بأن هناك منظمات ستساعدنا، خصوصاً مع وجود مخاوف من احتمال انتشار شبح كورونا ، لكن لا نرى أي منظمات أو استعدادات، فلا كمامات ولا مواد معقمة”، وتضيف: “الناس لا تدري ماذا ستفعل. لا نستطيع أن نعود ولا نستطيع أن نكمل طريقنا”.

ذريعة أوروبية

ويرفض الخبير في شؤون الهجرة واللجوء، كريم الواسطي، ما اسماه بالمزاعم الأوروبية خشية انتشار فيروس كورونا، أو كما اسماه شبح كورونا ، ويقول وفقًا لموقع (DWعربي) إن أوروبا تتخذ من فيروس كورونا ذريعة لإيقاف موجة اللاجئين، حيث يحاولون بث الرعب من المهاجرين حتى يتم رفضهم مجتمعيًا ويتم التعامل معهم وفق قوانين جديدة أكثر حدة وصرامة.

ويستشهد الخبير بأن المجر كانت -حتى قبل أن تعلن عن إغلاق الحدود- تحجز المهاجرين في مناطق عبور تضم محميات بنيت عند الحدود مع صربيا، ولا تمنح اللجوء إلى نادراً.

ويؤكد الواسطي أنه لا يقلل من أهمية الإجراءات التي يتم اتخاذها لمنع انتشار فيروس كورونا، لكنه يشدد على ضرورة “عدم التمييز بين اللاجئين والوافدين الآخرين فيما يتعلق بإجراءات الوقاية”.

تركيا واليونان

وأعلنت الحكومة التركية في فبراير الماضي، أنها لن تقف في وجه اللاجئين للعبور عبر أراضيها تجاه الدول الأوروبية، الأمر الذي أعاد من جديد فتح ملف الأزمة التركية مع الاتحاد الأوروبي بخصوص اللاجئين.

ورغم أن تركيا “اتخذت سلسلة تدابير مختلفة عند المنافذ الحدودية للحيلولة دون دخول فيروس كورونا للبلاد“، كما نشرت وكالة الأناضول الرسمية، إلا أن التدابير التي ذكرتها الوكالة اقتصرت على المنافذ الحدودية بين إيران والعراق بشكل خاص، ولم تذكر فيما إذا كانت تركيا قد اتخذت تدابير وقائية لحماية المهاجرين الذين دفعتهم إلى أوروبا أيضاً.

أما اليونان فقد أعلنت أنها ستوقف طلبات اللجوء لمدة شهر في سعيها لإيقاف موجة لجوء جديدة، لكنها في ذات الوقت شددت على أن التدابير على الحدود تأتي أيضاً للحيلولة دون وصول شبح كورونا إلى جزرها في بحر إيجه، حيث يعيش آلاف اللاجئين في ظروف بائسة. وسجلت اليونان حتى الآن 7 حالات إصابة بالفيروس.

إجراءات ألمانية

وقامت السلطات الألمانية باتخاذ إجراءات احترازية لمنع دخول فيروس كورونا عبر المهاجرين، وهي التي تقول بأنها تستقبل شهريًا ما يربو إلى 10 آلاف مهاجر يصلون إليها من دول مثل إيران وأفغانستان وباكستان والعراق قد يكونوا حاملين للفيروس.

وبين خشية تفشي شبح كورونا في الدول الأوروبية، وطلبات اللجوء بالآلاف التي تقف على أعتاب الدخول إليها، يرى كريم الواسطي أن أوروبا قادرة على حل المشاكل عند توفر الإرادة السياسية لذلك، لكنه يحذر من استغلال دول أوروبية للكورونا لنشر الخوف تجاه المهاجرين، ويضيف: “يريدون استغلال شبح الكورونا لردع اللاجئين، من خلال الادعاء بأنهم يشكلون خطراً صحياً أيضاً”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.